تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوطن للحياة

آراء
الخميس 6-10-2011
د. هزوان الوز

سبق للباحث الأستاذ أحمد زين الدين أن نشر في كتابه: « لماذا الحرب في لبنان كل 15 عاماً» ، الصادر في نهاية العام 2007، وثيقة للأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي،

الجنرال المتقاعد «ويسلي كلارك» ، تؤكد أن وزارة الدفاع الأميركية أصدرت في العام 2002، مذكرة تصف كيف ستجهز الولايات المتحدة على سبع دول عربية، تبدأ بالعراق وتمر على لبنان ، ثم سورية ، مروراً بمصر وليبيا والسودان واليمن، وتنتهي بإيران». علماً أن تصور السيطرة على المنطقة، وجعل سورية دولة ضعيفة مهيضة الجناح، كان قد وضعه الصهيوني «إليوت أبرامز» في العام 2000، وقبيل انتخاب جورج بوش الابن فقال:( إن خلع صدام حسين من الرئاسة يشكل جزءاً من خطة عالمية للشرق الأوسط. إنها انتصارات الولايات المتحدة في الحرب البادرة، ثم في حرب الخليج التي تشكل الوضع السياسي الحالي للشرق الأوسط. وبفضل نجاحات السياسة الأميركية أصبح ممكناً من الآن فصاعداً أن نأمل بشرق أوسط تكون سورية فيه دولة ضعيفة، بعد إبعادها عن إيران، وجعلها توقع اتفاقاً لضمان أمن واستقرار الحدود الشمالية لإسرائيل، بحيث تكون القوة الاستراتيجية الأساسية في المنطقة هي التحالف الإسرائيلي- التركي، لكن لا يمكن الوصول إلى هذه النتيجة دون الجهد الأميركي ودون سورية ضعيفة).‏‏

وبالعودة إلى الحرب الإعلامية غير المسبوقة التي تستهدف سورية، يرى أحد الباحثين أن إستراتيجية الحروب الاستباقية التي اعتمدها ما يسمى المحافظون الجدد في واشنطن وحلفاؤهم في إسرائيل تأتي انطلاقاً من قناعة هؤلاء بأن الحرب تحسم إعلامياً قبل أن تحسم ميدانياً، إلى درجة أن وزارة الدفاع الأميركية قررت عشية الحرب على العراق تشكيل دائرة خاصة باسم دائرة التضليل الإعلامي، وهذا ما نجده حاصلاً بالنسبة للأحداث في المنطقة العربية ومنها سورية.‏‏

يقول الدكتور «شامل سلطانوف» رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي. ( إن الغرب يحاول من جديد التكيف مع الظروف الراهنة في العالم العربي باستخدام التكنولوجيا الإعلامية الهدامة لإلحاق الهزيمة بسورية بوصفها البلد العربي الأساسي الذي يقف بوجه المشروع الإسرائيلي التوسعي بالمنطقة، وذلك من خلال إثارة فتنة شاملة، وإحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وبين قيادته أيضاً).‏‏

ويضيف «سلطانوف»: (... بهذا السياق قامت بعض الفضائيات العربية الأجنبية بتخصيص مساحات من الظهور والتعبير لمن يسمونهم المعارضة السورية في الخارج المرتبطون بسياسات الغرب، وهم مجرد بيادق بأيديهم لخدمة مشروعاتهم بالمنطقة، وأيضاً تخصيص ساعات طويلة من بثها لما يجري في سورية رغم سخونة بعض الأحداث العربية والعالمية التي تأخذ حيزاً ثانوياً في نشرات أخبارهم، وهذا يكشف حقيقة المؤامرة ضد سورية والمنطقة).‏‏

هذه المؤامرة التي يتحدث عنها أيضاً المحلل السياسي الروسي «فيتشلان ماتوزوف» رئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية بالقول: ( إنه لم يعد سراً على الأسرة العالمية وجود مخطططات لرسم حدود جديدة لما يسمونه الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهذه المخططات عرضها بالتفصيل «رالف بيتيرس» المحلل العسكري الاستراتيجي لأوساط المحافظين الجدد الأميركيين وهذا المخطط مرتبط بتجزئة العالم العربي ومنه سورية وتصل حدوده حتى تركيا).‏‏

ويشير «ماتوزوف» إلى حدود ترابط حقيقي لما يجري على الساحة العربية من أحداث تصور على أنها ثورات شعبية نابعة من الداخل بينما هي في الحقيقة أجندات خارجية خالصة الأهداف والمرامي، لذلك فإن مسارعة هؤلاء المعارضين ومن يقف خلفهم لاستدعاء التدخل العسكري الخارجي يعكس خيبتهم من تحسن الأوضاع وعودة الحياة الطبيعية إلى سورية وانكشاف معظم خيوط المؤامرة، الأمر الذي أفقدهم صوابهم وبدؤوا باستجداء التدخل العسكري في الشؤون السورية. لقد جاءت هذه التوسلات كمحاولة يائسة من دعاة التدخل الأجنبي العسكري لإخراج أدواتهم الداخلية من حالة اليأس والفشل التي وصلوا إليها بفعل وعي الشعب السوري لأهداف المخطط الخارجي، وحقيقة الأهداف المرسومة له لإضعاف سورية وتهديد وحدتها وسلب دورها في المحافظة على الحقوق العربية.‏‏

ويصف «إلياس أماخانوف» ، نائب رئيس مجلس الفيدرالية (المجلس الأعلى للبرلمان الروسي) في حديثه عن انطباعات الوفد الروسي الذي زار سورية خلال الأيام الماضية قائلاً : ( إن أكثر ما أعطى انطباعاً مؤثراً هو اعتزام الرئيس السوري تنفيذ خطة للإصلاح السياسي، وإجراء التعديلات الدستورية، واعتماد القانون الانتخابي الجديد.‏‏

هناك عدد من الخطوات في إطار هذه المبادرات التي سبق اتخاذها، بما في ذلك إلغاء حالة الطوارئ.‏‏

أعتقد أنها خطة استراتيجية وليست تكتيكاً سياسياً تمارسه الحكومة السورية للخروج من الأزمة، ولا سيما أن الرئيس الأسد قال إنه يعي هذا الكم من المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تراكمت في المجتمع، ما يحتاج إلى إصلاح جاد.‏‏

لقد أكد الرئيس الأسد عزمه وتمسكه بتحقيق هذه الاصلاحات، وهذا يتطلب بدوره تحقيق الاستقرار الاجتماعي والوئام في المجتمع. إني أعتقد بعد الزيارة التي قمنا بها لدمشق ودرعا، التي كانت مركزاً للاحتجاجات أن البلاد تجاوزت هذه الأزمة).‏‏

ونحن في سورية ننتظر المزيد من الإصلاحات التي يحيا بها إنساننا كما يستحق، ونرفض العبور إلى المستقبل من أودية الموت التي تدفعنا إليها الدوائر الاستعمارية وأدواتها الخسيسة لتحقيق أحلامها التي لم تتوقف يوماً.‏‏

وعلينا أن ندرك أن لا وطن لنا إلا الوطن الذي نعيش فيه ولا وطنية بالمراسلة، فرائحة الوطن لا يشمها إلا من يعيش فوق ترابه وتحت سمائه .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية