تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الذكرى الثامنة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية..أكدت وحدة مصير العرب وقوتهم وفرضت معادلة جديدة في المنطقة

دمشق
سانا - الثورة
أخبار
الخميس 6-10-2011
تعود ذكرى حرب تشرين التحريرية الثامنة والثلاثين في خضم المؤامرة التي اشتدت على سورية التي افشلت في السابق كل مخططات الهيمنة والسياسات الاستعمارية المتغطرسة بهدف النيل من مواقفها الوطنية والقومية وثنيها عن احتضان ودعم المقاومات العربية.

وكانت حرب تشرين التحريرية قد شكلت مفصلا مهما في تاريخ العرب الحديث بنتائجها ومضامينها والتي تجلت ابعادها واضحة على جوهر الصراع العربي الاسرائيلي بالمبادرة في اتخاذ قرار عربي مشترك في شن الحرب على العدو المحتل للاراضي العربية وتحرير الامة من قيود العجز واطلاق مقدراتها واستعادة المواطن العربي لثقته بنفسه واسقاط المشروع الصهيوني ببعديه العقائدي والاستراتيجي.‏‏

ولعل ابرز ما أظهرته حرب تشرين هو وحدة المصير بين الدول العربية وعمق وحدة الشعور بالانتماء والتضامن العربي الذي طالما دعت اليه سورية باعتباره الشرط الوحيد لاعادة العرب إلى الخارطة الاقليمية والدولية كأمة ووجود لها كينونتها ورسالتها الحضارية وقدراتها التي تمكنها من ان تكون صانعة لمستقبلها ويكون لها دورها في صناعة القرار الدولي. واسهم النصر الذي احرزه العرب في حرب تشرين في تأسيس ثقافة المقاومة في فلسطين ولبنان التي اشتد عودها واصبحت لاعبا حاسما بانجازاتها واستطاعت تغيير موازين القوى وفرضت معادلة جديدة في المنطقة وخاصة بعد ما حققته من انتصارات والحاقها الهزائم بالعدو الصهيوني في جنوب لبنان عام 2000 و2006 وصمود المقاومة في غزة في وجه العدوان الاسرائيلي كشفت ان اسرائيل قوة لا تقهر لم تكن سوى اوهام عملت آلة الدعاية الصهيونية على ترسيخها فذهبت المقاومة بها إلى غير رجعة.‏‏

***‏‏

سورية ثابتة على مواقفها الوطنية والقومية واحتضان المقاومة‏‏

فقد كانت حرب تشرين التحريرية حلقة في سلسلة متواصلة من نضال شعبنا للحفاظ على حريته واستقلاله واستعادة اراضيه المحتلة واكدت ان الانتصار على المحتل لا بد ان يستعد له سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومعنويا وفي المقابل شكلت ارضية صلبة وقناعة راسخة على المستويين الاقليمي والدولي بان عودة الحقوق العربية واقامة السلام كفيلان باعادة الامن والاستقرار والازدهار إلى المنطقة.‏‏

لقد رفضت سورية التي خاضت حرب تشرين وبعدها حرب الاستنزاف مع العدو الصهيوني طوال العقود الماضية اتفاقيات الاستسلام والاذعان والتنازل عن حقوقها واستطاعت ان تكسر كل المحاولات الامريكية والغربية لعزلها واثبتت انها دولة مهمة وانه لا يمكن لاحد مهما كان شأنه ان يمنعها من لعب دورها المحوري في المنطقة وان سورية استطاعت الخروج من كل الازمات اقوى مما كانت عليه وبرهنت للعالم انه لا يمكن ان تحاصر او تطوق وانها مفتاح المنطقة.‏‏

وكانت خيارات سورية واضحة على الدوام بتبنيها خط المقاومة ودعمه وتأييده وحق المقاومة في تحرير الارض من منطلق رفض الاحتلال كليا بالتوازي مع سعيها الدائم ومنذ حرب تشرين التي كانت دفاعا عن الارض والحقوق إلى مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفق مرجعيات مدريد وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام واستعادة كامل الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها الجولان السوري المحتل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم.‏‏

وتواجه سورية اليوم حربا كونية في ظل طغيان سياسة التضليل الاعلامي لوسائل اعلامية تستخدم احدث الاساليب لتزييف الواقع وتشويه صورة سورية كدولة ومجتمع من اجل تحقيق اجندة سياسية ترتبط بمصالح الغرب الاستعماري في المنطقة.‏‏

ان ما تتعرض له سورية من حملة هستيرية وهجمة شرسة من قبل امريكا والدول الغربية وادواتها في المنطقة تستهدف سورية الدور والقوة المحورية في المنطقة ونموذجها الوطني والحضاري في جزء من مخطط خارجي غربي ليس بجديد في فصوله وابعاده واهدافه التي بدأت عام 2003 مع بدء احتلال العراق ومشروع الشرق الاوسط الجديد باستخدام ادوات واساليب جديدة تعتمد على مجموعات ارهابية مسلحة تمارس القتل والاجرام بحق المواطنين وقوات الجيش والشرطة وتخريب المؤسسات واغتيال الكوادر العلمية والرموز الروحية بهدف استدراج التدخل الاجنبي بالشؤون الداخلية لسورية واستصدار قرارات ادانة دولية تحت مسميات حقوق الانسان التي ليست الا غطاء لمطامعها الاستعمارية واعادة احياء سايكس بيكو جديد يجزئ المجتزأ ويقسم المقسم.‏‏

وكما دافعت المؤسسة العسكرية الوطنية التي ننحني لها باجلال وتشكل رمز وحدتنا الوطنية عن كرامة الوطن وحريته في حرب تشرين التحريرية ضد العدوان الاسرائيلي الغاصب تقوم اليوم بتلبية نداء الواجب الوطني في تلاحم مع الشعب والقيادة لاستعادة الامن والاستقرار لسورية التي بدأت خطوات الانتقال إلى مرحلة جديدة مع برنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد وصدور جملة من القوانين والمراسيم التي ترتكز على اولويات المجتمع السوري ومصلحته وتجعل من سورية دولة اكثر منعة وقوة في وجه كل عدوان قادم محتمل وهو ما لن يتوقف طالما ان سورية ترفض التنازل والاستجابة للاملاءات الخارجية والركب في مصاف المتخاذلين والمرتهنين للخارج.‏‏

.. مثلما أشعلت فتيل المقاومة..‏‏

بطولاتها ألهمت مخيلة الشعراء‏‏

ومثلما اشعلت حرب تشرين التحريرية فتيل المقاومة العربية في الربع الاخير من القرن الماضي بصورة شكلت معها منقلبا في معادلات النظام الاقليمي قاطبة بعد اسقاط الوهم الكبير المرتبط بالخرافة العسكرية الاسرائيلية كذلك أشعلت معها مخيلة الادباء على امتداد الجغرافيا العربية لتتناثر ابداعاتهم تغنيا بالجندي العربي الذي امتلك زمام المبادرة انذاك صونا للكرامة العربية ودفعا بالحق العربي إلى واجهة الصراع العربي الاسرائيلي.‏‏

ورغم تنوع الابداعات الادبية في هذا الجانب الا أن الشعر كان ديوان الحرب وقتها دون منازع فانهالت القصائد الوطنية مستلهمة في شطورها وقوافيها بطولات الحرب وتضحياتها وصولا إلى سدة الانتصار كما في تصوير الشاعر سليمان العيسى لزهوة النصر الكبير الذي أتى في اثار الجحافل العربية وهي تخترق الاسطورة المستحيلة فهلل..‏‏

على أقدامنا سقط المحال وأورقت الرجولة والرجال‏‏

سرايا من ترابك يا بلادي نبتنا من شموخك ما نزال‏‏

ولبيناك يا تشرين سلها تلال النار تذكرنا التلال‏‏

مشينا والصواعق في خطانا وعشب القادسية والظلال‏‏

نداء البعث في دمنا وغنى على الجولان واخضر القتال.‏‏

ولم تكن الابداعات الشعرية أيام الحرب أقل ضراوة من العمليات العسكرية على الارض لا سيما أنها توازت زمنيا مع هذه العمليات المشرفة فتم تصوير بطولة عبور القوات السورية والمصرية للحواجز الطبيعية الصادة محطمة معها كل ما جرى تداوله مسبقا عن الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر فلم يكن اليوم الثالث من المعارك الا وقد أنشد شاعر المقاومة توفيق زياد يحيي..‏‏

كان العبور مقدسا والشمس في عز الظهيرة‏‏

والشام تعود للجولان زاحفة على جسد الردى‏‏

باسم الحياة وكل ورد الارض صخر الارض‏‏

أسلحة تقاتل والقذائف تسحق الفولاذ بالفولاذ‏‏

والناس الدمشقيون كالغضب المقدس‏‏

يزحفون ويزحفون كان العبور مقدسا ومقدسا يبقى الوطن.‏‏

ومثله يترنم نزار قباني بهذا العبور المعجز والذي سجل التحول المصيري في سيرورة المعارك يومها لصالح القوات العربية ليلقي بفرحة النصر صورا شعرية مهداة إلى تشرين كمدونة للمجد العالي والفوز العزيز فيقول في قصيدته ملاحظات في زمن الحب والحرب متشاركا وحبيبته فرحة النصر بالعبور..‏‏

ألاحظت هذا التحول في لون عينيك‏‏

حين استمعنا معا لبيان العبور‏‏

الاحظت كيف احتضنتك مثل المجانين‏‏

كيف رفعتك ثم رميتك‏‏

فاليوم عرس وتشرين سيد كل الشهور.‏‏

وجاء نصر تشرين مدويا ليعيد دورة الحياة إلى القلوب العربية قاطبة بعد سفر من الهزائم والفقدان لكرامة الامة وعنفوانها فهاهو الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري يؤكد على قدرة العرب اذا ما أرادوا على صنع مستقبل تظلله بيارق النصر فينشد في قصيدة له نشرها في السابع عشر من الشهر نفسه تحت عنوان البطل يعبر إلى المعشوقة‏‏

كان محفورا على مرآة عينيه اللتين امتدتا‏‏

جسرا من الفولاذ والنار أمامه انها الساعة‏‏

يا سيدتي الارض اقبليني حارسا في ظل‏‏

عينيك‏‏

ومست شفتاه‏‏

فم معشوقته الارض وأحنى فوقها رأس اله.‏‏

ولم تتوقف مآثر العبور الشعرية عند حد فراح الشاعر عبد الكريم الناعم ينفخ روح الحماسة والعزيمة في قلوب المحاربين الاشاوس أثناء اندلاع المعارك مؤججا روح القتال لديهم لينشر في الرابع عشر من تشرين قصيدته الشهيرة مواسم العبور وفيها يقول:‏‏

يا أيها المقاتلون عن حدود الشمس‏‏

في الجولان‏‏

هذه مواسم الرجال‏‏

يا أيها الذين تضربون أوجه الغزاة‏‏

في الجولان‏‏

هذه مواسم الرجال‏‏

أطفالنا وكتب التاريخ والقرى والامل المرسوم‏‏

فوق صفحة الحراب‏‏

والاشجار كلها تصيح اضربوا.‏‏

وتابعت البطولات التشرينية القاء الهاماتها في بحور القوافي لتتدافع الصور الادبية الخلاقة من متن شعري إلى اخر مستشرفة النصر المبين فخاطب الشاعر حسن حامد قائد المعركة الخالدة قائلا:‏‏

تشرين لله ما أعطى وما وهبا‏‏

جاز النجوم مدى واقتادها لعبا‏‏

مر الصباح ونيسان الربيع على تشرين فاستوهباه زهوة وصبا‏‏

ان تغضب الأسد العوادي فلا حرج‏‏

يوما على القدر العاتي اذا هربا.‏‏

ولأن هذا النصر التشريني لم يأت الا تجليا لحكمة سياسية واسعة قاد مواكبها القائد الخالد حافظ الأسد في زمن ضن بالشرفاء والشجعان فقد تغنى الشاعر فائق دردورة بهذا الانجاز التاريخي باعتباره نتيجة منطقية لنهج سياسي رشيد القى شموسه الوضاءة إلى قعر العتمات التي استحكمت عقودا بالعالم العربي اذ صدح شعرا يقول:‏‏

يوم التقى تشرين موكب حافظ‏‏

نزلت تبارك ركبه العلياء‏‏

تشرين كلل بالمحبة وجهه‏‏

فالبعث يشرق نوره الوضاء‏‏

والنصر في تشرين كان حقيقة‏‏

بزغت لنا وتقهقر الاعداء..‏‏

هذه الحكمة السياسية قادت بطبيعة الحال إلى تجذير الوعي القومي الذي أفرزه النصر في وجدان الشارع العربي من أدناه إلى أقصاه مفرزا معه شرائح واسعة من الشباب البعثي الذي تبنى عقيدة نضالية لا تهزها النوائب والملمات وهو الامر الذي غير من خارطة التاريخ السياسي للمنطقة دون أدنى شك وهو تغيير طال فيما طال الوعي الوطني للشعوب العربية مجتمعة كما جاءت عليه قصيدة الشاعر عبد الرحيم الحصني عندما قال:‏‏

توالد المجد فيها والاباء معا‏‏

فليس يعرف للابداع أيهما‏‏

كلاهما من بذور البعث قد نبتا‏‏

ما أورق المجد الا تحت ظلهما.‏‏

ولم يكن هذا الفوز المدوي أقل بريقا وألقا في شعر نزار قباني فكان للشاعر الكبير أن ترنم بدفق العنفوان الذي انهمر على الشعب العربي من المحيط إلى الخليج جراء هذا النصر التاريخي مستعيدا أمجاد غرناطة وميسلون والصفحات المضيئة في التاريخ العربي وهو ما تجلى في الذكرى الاولى للانتصار عندما صدح قائلا:‏‏

ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعة وحور عين‏‏

شمس غرناطة أطلت علينا بعد يأس وزغردت ميسلون‏‏

جاء تشرين ان وجهك أحلى بكثير ما سره تشرين‏‏

مزقي يا دمشق خارطة الذل وقولي للدهر كن فيكون‏‏

اركبي الشمس يا دمشق حصانا ولك الله حافظ وأمين..‏‏

وعلى مستوى شعري اخر ثمة الهامات تتدافع أمام ترقب الانسان وانتظاره الطويل في سبيل الوصول إلى حالة الاستقرار والارتياح التي حققها نصر هو بداية وصول إلى انتصارات كاملة تستحق الفرح بأبهى غاياته فجيشنا كما يقول الشاعر محمد كامل صالح لن يعود إلى الوراء وهذا ما أثبتته الايام بعد حرب تشرين..‏‏

دقي الدفوف فعرس المجد في بردى أقامه للخلود الضيغم الحرد‏‏

يا قائد الزحف من كفيك قد سطعت لنا على ليلنا الآفاق والبلد أعدت رونقنا من بعد ما خمدت حمية العرب.. بل من بعد ما خمدوا..‏‏

ولأن ذكريات تشرين في البال لا تكف عن التداعي والتدفق فما كان من شعراء العرب الا أن جعلوا من هذا النصر رأس حربة لكل الامال المستقبلية باستكمال تحرير الاراضي العربية المستلبة كما في صيحة الشاعر محمد صالح أسود حين قال:‏‏

يا دولة الشر ان العرب ما سقطوا ما زال منهم أسود بالملايين مازالت النار بركانا بأنفسنا انا سنجعلكم قوت الشواهين لن نترك الارض تدمي في مذابحكم ترقبوا زحفنا في كل تشرين..‏‏

واليوم ومع حلول الذكرى الثامنة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية مازالت هناك الكثير من الصور الشعرية التائهة بانتظار من يمتطي صهوتها ليحلق في فضاءات نصر جديد تقوده قوى المقاومة في المنطقة وعلى رأسها سورية قلعة للصمود والممانعة ليعيد هذا النصر للضمير العربي صحوته على أمل لا تنطفئ جذوته باستعادة الحقوق العربية المشروعة كاملة وقد استلبتها العنصرية الاسرائيلية الاستيطانية مستهدفة كامل الوجود العربي.‏‏

***‏‏

في افتتاح معرض تحية إلى تشرين‏‏

العماد راجحة: إنها دليل عمل وحافز‏‏

إلى مزيد من البذل والعطاء‏‏

وقد افتتح في صالة دار البعث للفنون الجميلة بدمشق المعرض السنوي الخامس والعشرون للفن التشكيلي الذي أقامته الادارة السياسية بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية المجيدة.‏‏

ومثل العماد داوود راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع في حضور حفل الافتتاح العماد أحمد عبدالنبي نائب وزير الدفاع الذي جال في أرجاء المعرض مثنيا على الاعمال الفنية التي تجسد عظمة حرب تشرين التحريرية وبطولات قواتنا المسلحة الباسلة وتضحياتها وثمن الجهود المبذولة في انجاح هذه التظاهرة الفنية التي تخلد أمجاد حرب تشرين التحريرية.‏‏

وجاء في كلمة مكتوبة للعماد راجحة: يضيء معرض تحية الى تشرين اليوم شمعته السادسة والعشرين وهو يزداد في كل عام تألقاً وبهاء حاملاً بين ثنايا لوحاته نفحات عبقة تعود بنا الى ذكرى ماض تليد وأمجاد عظيمة سطرها رجال قواتنا المسلحة الباسلة في حرب تشرين التحريرية المجيدة التي ما غابت عن أذهاننا لحظة بل كانت حاضرة في وجداننا دليل عمل وحافزا الى مزيد من البذل والعطاء.‏‏

وأضاف العماد راجحة يتكلل هذا المعرض بجهود مجموعة من الفنانين المتميزين عبروا أجمل تعبير عن مجتمعهم واعتزازهم بوطنهم الأبي وبجيشنا العربي السوري الباسل الذي كان ومازال درع الوطن وسياجه المنيع والضامن لوحدته وأمنه واستقراره. كما قال العماد عبدالنبي في حديث لسانا ان لكل لوحة معنى خاصاً تتجسد فيه رؤية كل فنان لهذه الذكرى التي كتب أمجادها جيشنا العقائدي الذي يدافع عن شعبه في كل وقت ويضحي براحته من أجل أمن الوطن واستقراره وحماية أهلنا وأولادنا وأحفادنا.‏‏

وتضمن المعرض مجموعة كبيرة من الاعمال التشكيلية بين رسم ونحت وخط عربي ومن كل المدارس الفنية لاكثر من مئة وخمسين فنانا مشاركا سطرت ملحمة تشكيلية من خلال الالوان والاشكال التي ملأت جدران صالة دار البعث والتي تعبر عن حب كبير للوطن وجيشه وشهدائه الذين بذلوا أرواحهم فداء له ليبقى حصنا منيعا في وجه أعدائه ومخططاتهم الدنيئة.‏‏

حضر افتتاح المعرض الذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري عدد من كبار ضباط الجيش والقوات المسلحة وممثلو المؤسسات الاعلامية وحشد من الفنانين المشاركين في المعرض.‏‏

***‏‏

رابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب تقيم احتفالاً مركزياً‏‏

كما اقامت رابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب احتفالا مركزيا في نادي الديماس بدمشق بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية.‏‏

واكد العماد احمد عبد النبي نائب وزير الدفاع في كلمة له بالمناسبة على المعاني السامية لحرب تشرين وما افرزته من انجازات عظيمة على الصعد كافة.‏‏

كما استعرض المؤامرة التي تتعرض لها سورية والمتمثلة بالحملة الاعلامية المغرضة والممارسات الارهابية التي تهدف الى تفتيت سورية واضعاف وحدتها الوطنية لافتا الى الخطوات الاصلاحية البناءة التي تتواصل في ظل قيادة السيد الرئيس الفريق بشارالأسد.‏‏

وتوجه العماد عبد النبي في ختام كلمته بالتحية الى ابناء قواتنا المسلحة الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية والى مقاتلينا البواسل الساهرين على امن الوطن والمواطن. كما القى اللواء المتقاعد عدنان مخلوف رئيس المجلس المركزي لرابطة المحاربين القدماء كلمة تحدث فيها عن ذكرى حرب تشرين التحريرية التي ما تزال ماثلة امامنا بأمجادها ومفاخرها مشيرا الى انها جاءت تأكيدا واضحا على ان الامة العربية حية بوجودها قادرة بفعلها على الانبعاث وقهر الهزيمة والصعاب.‏‏

حضر الاحتفال عدد من كبار الضباط والقادة العسكريين الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية.‏‏

***‏‏

هيئة مدارس أبناء الشهداء‏‏

تقيم احتفالاً بالذكرى‏‏

وبهذه المناسبة أقامت هيئة مدارس ابناء الشهداء بنين وبنات صباح أمس مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية المجيدة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد.‏‏

وقال اللواء المتقاعد محمد رفاعي غنيم مدير هيئة مدارس ابناء الشهداء في كلمة له في الاحتفال ان ذكرى حرب تشرين تمر في ظل ظروف صعبة تزداد فيها المؤامرة التي تشارك فيها القوى الغربية والصهيونية وبعض الجهات العربية ضد سورية بهدف اضعاف موقفها وثنيها عن ثوابتها القومية والوطنية.‏‏

واعتبر اللواء غنيم ان المرحلة الحالية التي تعيشها الامة العربية تؤكد صوابية رؤية سورية للاوضاع في المنطقة.‏‏

بدورها قالت شهيرة فلوح المشرفة على مدرسة بنات الشهداء ان استعادة ذكرى حرب تشرين تؤكد على الاهمية التاريخية للمناسبة حاضرا ومستقبلا حيث قلبت موازين القوى في المنطقة وكسرت اسطورة الجيش الاسرائيلي.‏‏

وتخلل الاحتفال القاء كلمات لمنظمتي الطلائع والشبيبة ونقابة المعلمين تحدثت عن نتائج حرب تشرين التحريرية على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية حيث شكلت نقطة تحول في الصراع العربي الصهيوني.‏‏

***‏‏

جيش التحرير الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: أعادت للأمة العربية مجدها وكرامتها‏‏

كما أقامت قيادة جيش التحرير الفلسطيني أمس احتفالا مركزيا في احدى وحداتها.‏‏

وألقيت في الاحتفال الذي حضره اللواء محمد طارق الخضراء رئيس هيئة اركان جيش التحرير الفلسطيني كلمات حزب البعث العربي الاشتراكي ورئاسة هيئة الاركان والمقاتلين والتي أكدت ان حرب تشرين التحريرية أعادت للامة العربية مجدها وكرامتها وأثبتت للعالم أن المقاتل العربي قادر على التعامل مع احدث الاسلحة ومجابهة كل التحديات التي تفرضها المعارك المعاصرة ويمتلك الشجاعة والايمان العميق بحقه والاصرار على استعادة ما اغتصب من ارضه مهما غلت التضحيات.‏‏

ولفتت الكلمات إلى ان حرب تشرين التحريرية شكلت محطة تاريخية هامة في تاريخ الامة العربية واكدت ان وحدة هذه الامة هي الطريق الوحيد لمواجهة الاطماع الاستعمارية والصهيونية والحفاظ على حقوق الامة وكرامتها ويضع حدا لعنجهية الاحتلال الاسرائيلي ويحقق النصر والعزة والكرامة للأمة.‏‏

وجددت الكلمات تمسك الشعب الفلسطيني بالوحدة الوطنية وانجاز المصالحة وخيار المقاومة على أساس الثوابت الوطنية الفلسطينية حتى تحرير الاراضي المحتلة واستعادة كامل الحقوق وفي مقدمتها عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريف.‏‏

وأشارت إلى ان القضية الفلسطينية تعيش في الوقت الراهن مرحلة هامة ومصيرية تتمثل في طلب الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 اضافة إلى ظروف صعبة تعيشها الامة العربية في ظل الاوضاع المضطربة في معظم الدول العربية والمؤامرة التي استهدفت سورية العروبة بسبب مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.‏‏

ولفتت الكلمات إلى دور سورية الوطني والقومي بالحفاظ على وحدة الشعب والصف الفلسطيني وحريته وكرامته حيث كانت وما زالت تحمل الهم العربي وتدافع باستمرار عن القضايا العربية العادلة مؤكدة التمسك الحازم بخندق التلاحم السوري الفلسطيني.‏‏

وأشارت الكلمات إلى أن المفاوضات مع الاحتلال التي لا تستند إلى القوة والموقف الصلب والتمسك بالثوابت لا يمكن أن تعيد الحقوق أو تسترد الكرامة بل تؤدي إلى تمييع القضية الفلسطينية وتشكيل غطاء لسياسة العدو الاسرائيلي في الاستيطان والتهويد.‏‏

ونوهت الكلمات بصمود أبناء الشعب الفلسطيني والشعب العربي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية والاستبدادية الهادفة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الاقصى بحجج وذرائع واهية وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من منازلهم وديارهم وتغيير البنية الديموغرافية للمدينة المقدسة. وبعد ذلك جرت عدة مسابقات ومباريات رياضية في الالعاب الجماعية والفردية حيث قام اللواء الخضراء بتوزيع الكؤوس التذكارية والمكافآت المالية على الفائزين الاوائل.‏‏

كما احتفلت جميع وحدات جيش التحرير بهذه المناسبة حيث أقيمت المهرجانات الخطابية والقيت الكلمات التي تجسد التلاحم السوري الفلسطيني.‏‏

وكان اللواء الخضراء يرافقه كبار ضباط جيش التحرير الفلسطيني زار بهذه المناسبة مثوى الشهداء في مخيم اليرموك ووضع اكليلا من الزهور على النصب التذكاري للشهيد وقرأ وصحبه الفاتحة على أرواح الشهداء الابرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر بينما كانت موسيقا جيش التحرير تعزف لحني الشهيد ووداعه.‏‏

وفي الاطار ذاته قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان ذكرى حرب تشرين التحريرية واستخلاصاتها في الميادين السياسية والعسكرية والثقافية أكدت أن القدرة العربية الكامنة اذا وظفت بالشكل المناسب تحت راية الارادة السياسية العربية الموحدة قادرة على تحرير الارض وتجسيد الاستقلال بعزة وكرامة.‏‏

وأوضحت الجبهة في بيان لها أمس ان الظرف الراهن الذي تعيشه الامة العربية يتطلب انهاء الانقسامات الفلسطينية والعربية وتوحيد الطاقات الوطنية والقومية لمواجهة التحديات وخاصة قرارات سلطات الاحتلال الاسرائيلي ببناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة وتهويد الارض والمقدسات.‏‏

وأشارت إلى ممارسات الاحتلال العدوانية والتوسعية والعنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات ضاربة بعرض الحائط جميع المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة داعية دول العالم إلى اخضاع الاحتلال الاسرائيلي للعقوبات المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة كدولة مارقة ومن بينها الفصل السابع أسوة بالنظام العنصري في جنوب افريقيا.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية