وبمجرد خروج زينب الى العلن كاشفة القدرة التحريضية الهائلة التي تمتعت بها قنوات الكذب خلال أكثر من شهرين مضيا على اختفائها وبدلا من أن تحاول الرجوع عنه عادت لتدخل نفسها في دائرة جديدة من الاختلاق والكذب باحثة عن قصة لضحية أخرى قتلتها ووزعت صورها مدارية بها جريمتها الاولى بحق زينب.
قناة الجزيرة نسبت شكوكها الى من سمتهم الناشطين السوريين والمنظمات الحكومية والعربية دون ذكر أسمائهم فتحدثت بلسانهم عن وضع مرفه أظهرته الصورة الملتقطة بعناية بالغة كما وصفتها لكنها عادت لتناقض نفسها وتدعي أن الفتاة ظهرت بصوت مرتبك نتيجة أجواء الرعب والتلقين القسري مؤثرة تناقض الترفيه مع الرعب على الاعتراف بفبركاتها التي استمرت شهورا.
وتناست القناة أن شقيق زينب الذي فبركت شريطا مصورا له وظلت تلوكه أياما وأياما ارتبك وتلعثم مع العلم أنه كان يقرأ ما كتبته له على ورقة بينما أخذت على زينب الهاربة من تعذيب اخوتها والحزينة على فراق والدتها ارتباكها أمام كاميرا تلفزيونية تواجهها للمرة الاولى لتروي قصة لا تريد الخوض في تفاصيلها.
وتصر القناة على تكذيب واقع نطقت به زينب نفسها بما لا مجال للشك فيه بعد صورة حقيقية ظهرت بها على شاشة التلفزيون وهوية أبرزتها وقصة تخصها وحدها روتها فتعبر الجزيرة من خرم ابرة التضليل الى فلك جديد من التحريض وتقول مع ذلك وبافتراض أنها زينب فعلا فإن ثمة شابة أخرى قتلت وقطع جسدها الى أربعة أجزاء قبل تسليمها لعائلة الحصني على أنها ابنتهم فمن تراها تكون ومن ذا الذي قتلها وفعل بجثتها ما فعل من تشويه وهو سؤال يوجه الى من قال ان الامن داهم منزل زينب واختطفها فأكدت الاخيرة بنفسها هروبها من اخوة عذبوها نافية أن يكون أحد اختطفها والى من قال ان قوى الامن أجبرت أهلها لدى تسليمهم الجثة على التوقيع بأن زينب قتلت على أيدي عصابات مسلحة لنكتشف أنها لم تقتل أصلا والى من لعب بمشاعر أهل الفتاة لتكتشف والدة تطلب زينب رضاها أن ابنتها حية ترزق.
هو كذب تستمر فيه القنوات المغرضة محاولة اخفاء شمس الحقيقة وراء اصبع التحريض الذي لطالما أرادت اشعاله بين أبناء سورية ولو كلفها الامر اللعب على عواطف أم تعيش رعب فقدان ابنتها التي اختارت بمحض ارادتها الهروب من ظلم اخوتها.