وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته امس:ان هذا الاسلوب يتناقض مع مبدأ التسوية السلمية للازمة على أساس حوار وطني سوري عام وكان بامكانه أن يستثير في سورية نزاعا واسع النطاق وتقويض الوضع في المنطقة بأسرها فيما بعد.
وأضافت: ان مشروع القرار الغربي لم يتضمن اقتراحات روسيا بأن ينص بصورة واضحة على صيغ حول ضرورة أن تتخلص المعارضة السورية من المتطرفين وحول عدم جواز التدخل العسكري الخارجي مشيرة الى أن هذا الامر وبمراعاة الدرس الليبي المحزن لم يكن بامكانه الا أن يبعث على الحذر وخاصة على ضوء التصريحات الصادرة عن الغرب بأن تنفيذ حلف شمال الاطلسي لقرارات مجلس الامن حول ليبيا يعتبر مثالا لاعمال الحلف المقبلة فيما يتعلق بتحقيق المسؤولية في مجال الحماية.
وشددت الخارجية الروسية على ان روسيا لا تستطيع الموافقة مطلقا على هذا المثال الذي يعني سوء استخدام فظ لقرارات مجلس الامن بما يخدم مصالح تنفيذ مخططات أحادية الجانب لتغيير الانظمة التي لا تروق لهم.
وقال البيان: لقد حذرنا مرارا من أننا سنتصدى بصلابة لمحاولات تحويل السيناريو الليبي الى قاعدة وبذلك الحاق الضرر بسمعة ونفوذ مجلس الامن الدولي ونعتقد أنه من المهم مبدئيا أن يحترم جميع أعضاء الاسرة العالمية المسؤولون وبالحجم الكامل ودون تلاعبات وأساليب ازدواجية المعايير مبدأ سيادة القانون الدولي.
وأضاف البيان اننا لسنا محامين للنظام السوري ونرى أنه من غير المقبول أبدا استمرار العنف وندين قمع المظاهرات السلمية ولكننا لا نستطيع في الوقت ذاته اغماض العين عن أن المعارضة المتطرفة تراهن بصورة متزايدة الفعالية على الامزجة الاحتجاجية لدى قسم من سكان سورية ولا تخفى نواياها المتطرفة بانتقالها الى أساليب الارهاب المكشوف.
وأشار البيان الى أن روسيا تواصل عملها المطلبي مع دمشق وتدعو القيادة السورية للاسراع في تنفيذ التحويلات والافراج عن المعتقلين في سير اضطرابات المواطنين المدنيين واجراء حوار أكثر فعالية مع المعارضة السياسية وافساح المجال واسعا في البلاد أمام وسائل الاعلام العالمية وتنشيط التعاون مع جامعة الدول العربية ولقد عاد ذلك بنتائجه حيث ابتدأ تنفيذ الاصلاحات ولو بشكل متأخر.
واضاف البيان: اننا ندعو في الوقت ذاته المعارضة أيضا الى عدم الامتناع عن المشاركة في الحوار الوطني بوصفه وسيلة فعالة للاتفاق على الاصلاحات الديمقراطية والى أن ترفض بصورة لا مواربة فيها سيناريوهات التدخل العسكري من الخارج وسنواصل ايضاح مواقفنا في سير اتصالاتنا المقبلة مع ممثلي المعارضة السورية.
كما قالت وزارة الخارجية الروسية ان سورية تواجه حربا إعلامية سافرة تقف وراءها قوى تسعى الى الحط من سمعة سورية وتهيئة الظروف لتبرير التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
واعتبرت الوزارة في بيان صادر عنها أمس ان هذه الاجراءات غير جائزة وتعيق سبل الخروج من الازمة في سورية.
وجاء هذا الموقف من وزارة الخارجية الروسية ردا على تصريحات كاذبة نسبتها وسائل اعلامية اجنبية للقيادة في سورية استقتها من الصحف وبعض القنوات الاسرائيلية.
شخصيات برلمانية وسياسية واجتماعية روسية تؤكد صوابية قرار بلادها في مجلس الأمن
أكد عدد من الشخصيات البرلمانية والسياسية والاجتماعية الروسية أن استخدام روسيا لحق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي لمنع تمرير مشروع قرار غربي ضد سورية كان موقفا صائبا يستند الى مبادىء الحق والعدالة ويزيد من سمعة روسيا ونفوذها في العالم ويتصدى للهيمنة في مجلس الامن.
وفي هذا الاطار رحب فالنتين شورشانوف النائب في مجلس الدوما الروسي ومنسق لجنة العلاقات البرلمانية بين روسيا وسورية باستخدام الوفد الروسي في الامم المتحدة ووفد الصين الشعبية لحق النقض الفيتو عند التصويت في مجلس الامن الدولي على مشروع القرار الغربي حول سورية لافتا الى أن ما قامت به بلاده كان قرارا صائبا وعادلا لأن العلاقات بين الدول يجب ان تبنى على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة سيادة الدول الاخرى وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأدان شورشانوف في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تطلق التهديدات بتطبيق عقوبات ضد سورية معتبرا أن من شأن ذلك أن يؤدي في نهاية المطاف الى القضاء على السلام الهش في منطقة الشرق الاوسط.
وأكد شورشانوف أن اللجنة البرلمانية التي يرأسها والتي تضم عشرة نواب ترى أن السوريين قادرون على حل قضاياهم بأنفسهم وبصورة مستقلة وتشدد على ضرورة عدم التدخل في الشؤون السورية لافتا الى ان العلاقات بين سورية والاتحاد السوفييتي سابقا وروسيا حاليا كانت دوما تقوم على أسس الصداقة والنفع المتبادل وان نواب مجلس الدوما يتمسكون بهذه الاسس المبدئية.
واعرب النائب الروسي عن قناعته الراسخة بقدرة القيادة والحكومة والبرلمان والاحزاب السياسية والشعب في سورية على ايجاد مخرج من الوضع الحالي معتبرا أن على روسيا الاسهام دائما في تنمية سورية اقتصاديا واجتماعيا لان هذا الامر يعود بنفع متبادل ليس على البلدين فحسب بل على العالم بأسره أيضا.
بدوره رأى اندريه فيليبوف رئيس القسم الدولي في اللجنةالمركزية للحزب الشيوعي الروسي ان روسيا استخدمت حق النقض في مجلس الامن لقطع محاولة البلدان الغربية تمرير مشروع قرار يهدف بصورة واضحة للتدخل في الشؤون الداخلية السورية.
واشار فيليبوف الى ان الحكومة الروسية تواصل التمسك بمواقفها المعلنة مرارا والمتلخصة في التصدي لاي تدخل عسكري أو غيره في الشؤون الداخلية للشعب السوري الذي يملك جميع ما يلزم لحل مشاكله بصورة مستقلة معربا عن اعتقاده أنه لو كانت البلدان الغربية راغبة فعلا في المساعدة على تجاوز الصعوبات الناشئة في سورية لكان يجب عليها الا تتخذ مواقف أحادية الجانب ضد القيادة السورية وضد القوى السياسية التي تدعم الحكومة السورية في الاصلاحات التي بدأ تنفيذها في البلاد وكان يتعين عليها أن توجه أنظارها أيضا الى تلك القوى المعارضة الرافضة لاي حوار مع السلطة ولاي مبادرات الى احلال الاستقرار في البلاد.
ورأى فيليبوف أن روسيا والصين تصرفتا على نحو صائب باستخدام الفيتو معربا عن ثقته الكاملة بأن السلام والاستقرار سيحلان حتما وبصورة قريبة في سورية كي يصبح بالامكان تنفيذ الاصلاحات التي بدأتها القيادة السورية بما يخدم مصالح الشعب السوري.
من جهته رأى فيتشسلاف ماتوزوف المحلل السياسي ورئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية ان استخدام روسيا لحق الفيتو في مجلس الامن لمنع تمرير قرار غربي ضد سورية هو موقف روسي صامد ومبدئي وهو موقف واضح للجميع ويمثل العدالة والسيادة وتأييد حقوق الانسان والحقوق السيادية لشعوب بلدان المنطقة وكذلك الحقوق السيادية للدولة الروسية ومصالح الامن القومي لروسيا الفيدرالية.
ورحب ماتوزوف بالموقف المبدئي الذي اتخذته القيادة الروسية والذي يتجاوب مع مطالب الرأي العام الروسي مشيرا الى ان الاحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط القريبة جدا من الحدود الجنوبية لروسيا تقلق روسيا الى حد كبير.
واعتبر ماتوزوف ان روسيا تفرق على الدوام بين المعارضة السياسية والمعارضة الارهابية وان كل انسان شريف ويملك ضميرا في هذا العالم واضح له انه لا يجوز فرض عقوبات على سورية التي تنشط فيها مجموعات مسلحة تقوم بأعمال ارهابية حيث قاموا قبل أيام باغتيال نجل مفتي الجمهورية فكيف يمكن لمن يريد الخير لسورية القيام باغتيال المدنيين والابرياء.
وانتقد ماتوزوف المسرحية السياسية التي افتعلتها مندوبة الولايات المتحدة خلال المناقشات التي جرت في مجلس الامن الليلة قبل الماضية وقال لا أستطيع بوصفي دبلوماسيا سابقا أن أتحمل مثل هذا التصرف وبهذا الشكل من المندوبة الامريكية في الامم المتحدة اذ انه لا يجوز للمندوبة الامريكية حتى ولو كانت غاضبة أن توجه مثل هذا الكلام السييء والبذيء الذي نطقت به أثناء التصويت في مجلس الامن الذي يجب احترام قراراته سواء كان هناك من يحبها أو لا يحبها مشددا على ان هذا ليس تصرفا دبلوماسيا بل يدل على أن الادارة الامريكية لا تحترم القانون الدولي ولا تحترم أعضاء مجلس الامن الدولي الاخرين ولا تحترم أي دولة من الدول ولا تحترم سوى المصالح الامريكية.
وختم ماتوزوف بالقول ان روسيا صوتت ضد هذا القرار لتصوت بذلك ضد الهيمنة في الشرق الاوسط واقامة شرق أوسط جديد أو كبير وضد الهيمنة في مجلس الامن.