فالمنتقدون والمنددون بالجريمة من اليسار المتطرف الى اقصى اليمين الاكثر تطرفا لم تذهب تنديداتهم أبعد من مهمة امتصاص موجة الحدث وكانت مجرد فقاعات إعلامية وتعهدات خلبية من دون تطبيق لمحاسبة الجناة ؛فحكومة الاحتلال بررت فعلة المجرمين مسبقا واعتبرتهم مهووسين ومسممي افكار وسرعان ما اطلقت سراحهم لاحقا حتى بعد استشهاد الاب الدوابشة ودخول زوجته في حالة موت سريري فقد أفادت مصادر إعلامية اسرائيلية بأن والدة الطفل علي دوابشة الذي قُتل حرقاً على يد مستوطنين متطرفين في قرية دوما جنوب نابلس دخلت في حالة موت سريري.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في جهاز الشاباك أن الاحتلال أفرج بالفعل عن جميع المستوطنين المتهمين بالجريمة؛ ويأتي هذا الإفراج بعد أيام فقط من منح وزير جيش الاحتلال الإذن بتنفيذ أول اعتقال إداري ضد إسرائيلي وفي الوقت الذي أكدت فيه جهات حقوقية وإعلامية عن دعم حكومة الاحتلال لجمعيات استيطانية تمول الجماعات المتطرفة؛كما سبق لجهات إسرائيلية أن كشفت عن إصدار قضاء الاحتلال أوامر بالإفراج عن مستوطنين متهمين بجرائم خطيرة أحدهم شارك في جريمة حرق كنيسة الخبز والسمك في الأراضي المحتلة عام 48؛وكان الاحتلال قد اعلن عن اعتقال 10 مستوطنين لتورطهم بجريمة إحراق منزل عائلة دوابشة.
الى ذلك حذر اسرائيليون من انفجار حرب شاملة في الضفة الغربية المحتلة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال وتوقع وكيل وزارة خارجية الاحتلال الأسبق أوري سافير في مقال نشره موقع «يسرائيل بالس» امس انه في ظل تعاظم الاستيطان والتهويد كل المؤشرات تدلل على أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقبل ببقاء نظام الفصل العنصري الذي يفرضه الاحتلال حاليا في الضفة الغربية.
ونوه سافير إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية تضاعف أربع مرات منذ بدء المفاوضات على حل الدولتين.
في سياق متصل وفي الوقت الذي تغلق فيه قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي وتمنع الفلسطينيين من دخوله والصلاة فيه تطلق العنان لقطعان المستوطنين والمتطرفين لاقتحامه واستباحة ساحاته وأروقته والقيام بطقوسهم التلمودية فيه فقد اقتحم وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون صباح امس الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل المحتلة وسط اجراءات امنية مشددة حيث تم اغلاق الحرم ومنع المواطنين الفلسطينين من الدخول اليه.
كذلك شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها في محيط المسجد الأقصى ونصبت عدة حواجز حديدية ومنعت جميع الأطفال من دخول المسجد وو اعتدت عليهم قوات الاحتلال بالضرب و وأبعدتهم بالقوة وأخرجتهم إلى خارج حدود سور القدس وفرضت منطقة عازلة أمام باب الأسباط الذي أغلقته ومنعت حركة الدخول والخروج منه.