تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... هل تُلهم واشنطن الرياض البحث عن جلدة لستر وجهها.. لا عوراتها؟

الصفحة الأولى
الأربعاء12-8-2015
كتب علي نصر الله:

تُحذّر واشنطن من خطر الفوضى، وتقول كلاماً سياسياً معسولاً، وتُثني على الجهود التي تبذلها موسكو، وتصف اجتماع وزراء خارجية روسيا وأميركا والسعودية مطلع آب الجاري بأنه كان مُلهماً،

غير أنها لا تكفّ عن الخداع والمماطلة وتوزيع الأدوار القذرة على حلفائها وأدواتها الإقليمية وأولها تركيا والسعودية وقطر التي تلتقي مع إسرائيل وتتقاسم معها دعم الإرهابيين، والتي تتعلم منها وتحاول منافستها بإنتاج إرهاب تكفيري أشدّ فتكاً من إرهابها العنصري الآثم وأعظم خدمة لكيانها الغاصب.‏

الكيان الوهابي في السعودية أصل الإرهاب التكفيري ومُنتجه في المنطقة والعالم الذي يُفترض فيه أن يبحث عن جلدة يستر بها وجهه القبيح، لا عوراته المُقززة، ما زال يعتقد بأنه يمتلك لساناً ينطق به في حضرة الكبار، وما زال يتوهم بأن الثروة النفطية التي يحتكرها ستحمله وتحميه، وما زال يُقيم في الماضي مستغرقاً في جاهليته رغم كل ما يجري من تحولات في العالم والجنبات المحيطة به، فهل تُلهم واشنطن الرياض البحث عمّا يستر وجهها، أم تقطع لها لسانها، أم تذهب إلى الخيار الأصعب بتحمل تبعات عدم الكفّ عن العبث والكذب والتلوّن؟!.‏

ليس من الاستراتيجيا في شيء أن يوحي السيد أوباما للعالم بأنه عقل مدبر وواعٍ حتى عندما يستدير، ولا شيء من الحنكة والدهاء أن يُسمع العالم نغمة في الليل يُبدّلها أو يمحوها مع طلوع النهار، وليس هناك ما يمنح الثقة لأميركا سوى أن تقوم اليوم بعكس ما قامت به بالأمس، لا سيما لجهة تصدير أوامر عمل جديدة لأدواتها تُنهي مفعول القديمة، فضلاً عن إطلاق صافرة نهاية لعبة الإرهاب التي جرت برعايتها، وحظيت أدّق تفاصيلها بعنايتها.‏

قضية مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه أكبر وأعقد من أن تنجح أميركا وليس السعودية بتدوير زواياها، والمسألة تنطوي على عمل حقيقي جاد لا مكان فيه لمخاتلات ولا لمساومات، فالجهات المتورطة بالإرهاب معلومة، والأطراف المنتجة له معروفة، والحكومات الغارقة بملفاته وبدعم تنظيماته لا تخفى على أحد، والحال كذلك فما من سبيل أمام الإدارة الأميركية إلا أن تَعقد ألسنة حكام قطر والسعودية وتركيا، وأن تبحث عن طرائق تحول دون ليّ أذرعهم قبل أن تسعى لحفظ رقابهم، وإلّا فإن قوس المحكمة سيُنصب من أجلها هي، والجميع يعرف أنها المُحرك والمُشغل والراعي لهم مجتمعين.‏

روسيا إيران والصين وطيف واسع من الدول الحريصة على مقاصد القانون الدولي، والتي تعمل للسلام والأمن والاستقرار في العالم لا تُضيّع وقتها، ولن تفعل، وقد تضطر لقول آخر إذا اكتشفت أن هناك من يُبدد بالألاعيب وقتها الثمين وجهدها الصادق، وإنّ سورية التي ما راهنت يوماً إلّا على صمود شعبها وقوة جيشها وثبات قيادتها تُجيد استثمار الوقت في هذه الأثناء، تعرف أعداءها، وتُحسن إدارة المعركة مع الإرهاب وداعميه، وهي إذ ترحب بالمبعوث الدولي ووزير خارجية إيران، وتستعد لموسكو 3، فهي تتحرك في كل الاتجاهات، ولا تضع الثقة إلّا بمن هم أهلٌ لها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية