الاحتلال الاميركي وكجزء من تلك المراوغة واللعبة التي يحاول من خلالها ابقاء الوضع على ماهو عليه الى اجل غير مسمى يسعى الى تحصين جنوده الذين استطاع فرضهم كمدربين للجيش العراقي ،وهذا يعني في احد اوجه استمراره بالنهج الاحتلالي الذي يفتح امامه كل المحرمات السيادية والابواب المغلقة للدولة العراقية التي لن تستكمل سيادتها واستقلالها طالما بقي هناك جندي واحد للاحتلال.
إن تمتع أكثر من 3 ألاف جندي أميركي بالحصانة من شأنه أن يفتح الباب واسعا لمزيد من الافعال والسلوكيات الاحتلالية للجنود الاميركيين التي ستوفر لهم تلك الحصانة الغطاء والحماية اللازمتين ضد أي مساءلات سياسية او قانونية كما انهم سيكونون بمنأى عن الحساب والعقاب وستكون قواعدهم العسكرية خارج سلطة الدولة العراقية التي ستقف عاجزة امام هذا الوضع الذي يكرس الصيغة الاحتلالية الحالية نتيجة لتلك الحصانة المطلوبة التي سيحافظ الجنود الاميركيون المتبقون بموجبها على كل الامتيازات التي كانت ايام تواجد كامل قوات الاحتلال وكأن شيئا لم يتغير وهذا هو المطلوب حقا من وراء هذه الحصانة.
ان الحصانة العراقية للجنود الاميركيين الذين سيبقون في العراق تعني بكل بساطة إضفاء الشرعية على الوجود الاميركي العسكري على الارض العراقية مستقبلا ، وفي ذلك التفاف واضح ومكشوف ومراوغة ساذجة على ارادة العراقيين الذين اكدوا بمختلف تياراتهم واطيافهم السياسية مرارا وتكرارا رفضهم بقاء أي جندي اميركي على الارض العراقية تحت أي مسمى او صفة .