تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوســــواس القهــــري ... ...هواجـــــس تهـــــدد عالــــــم طفـــــلك !!!

مجتــمـــــع
السبت 8-10-2011
هزار عبود

قلق قد يخيم على حياة البعض ,ليظهر من خلال سلوكيات متكررة تصل حد الهوس!!

وهو ما يعرف علمياً بالوسواس, الذي يتمثل بهواجس تسيطر على التفكير تجاه أمر معين و تظهر من خلال سلوكيات متكررة قد تستنفذ كثيراً من الجهد و الوقت .‏

عادة نراه عند الكبار و خاصة النساء المهووسات بالنظافة مثلاً !.‏

لكن هل يمكن للوسواس القهري أن يقتحم عالم الصغار ؟.‏

وهل تكرار أعمالهم بشكل ملفت يعني أنهم مصابون بهذا الداء ؟.‏

وفي حال إصابتهم بهذا المرض هل يمكن علاجهم, و معرفة أسبابه؟.‏

بداية أشار الدكتور إسماعيل دلول اختصاص علم النفس أن الوسواس القهري مرض نفسي شائع يصاب به الأطفال في المتوسط من العمر أي في سن العاشرة .‏

وأكد أنه من الصعب اكتشافه لأن الأطفال قادرون على إخفاء سلوكياتهم وبعض الأهل قد لا يدركون أن هناك شيئاً خطأ لعدة أشهر أو حتى سنوات, فمعظم الأطفال يشعرون بأن ما يقومون به مستغرب لذلك يتخذون مزيداً من الإجراءات الاحترازية لإخفائه, لا سيما الذين لا يريدون أن يكونوا منبوذين أو مختلفين عن أقرانهم, من خلال سلوكيات تتمثل (بجفاف اليدين من جراء الغسيل المستمر .. وطول فترة الاستعداد للنوم .. حدوث تغير في الأداء الدراسي .. و الخوف من الخطر..)‏

وإذا تركوا لهذه المخاوف و الهواجس فقد تزيد حدتها و تصبح مرهقة لهم في بعض الأحيان, لدرجة أن البعض قد لايغادر غرفته بسبب القلق الذي يسيطر عليه .‏

وأضاف الدكتور إسماعيل بأنه حتى الآن لم يعرف السبب الحقيقي للوسواس القهري ,لكنه قد يكون نتيجة لمجموعة مختلفة من العوامل منها ما أظهرته الأبحاث على أنه خلل في الدماغ ,أو قد يكون عاملاً وراثياً , فالطفل الذي لديه قريب مصاب بالوسواس يكون أكثر عرضه للإصابة بالمرض .‏

وأثبتت الأدلة أن الوسواس القهري يمثل أداء غير طبيعي في المخ ترافقه أعراض مثل الاكتئاب , وفرط النشاط أو قلة الحركة , والتشنجات اللاإرادية وغيرها من اضطرابات القلق .‏

ولكن ... يبقى للأطفال طقوسهم الخاصة التي يؤدونها , من خلال حركات عفوية و متكررة لذا لابد من معرفة الحد الفاصل بين التصرف الطبيعي و بين الوسواس وهنا رأى الدكتور إسماعيل أنه من خلال جلسات علاجية لعدد من الحالات فإن الطفل الذي يعاني الوسواس القهري يمكن أن يظهر من خلال رغبات ملحة لا يمكن السيطرة عليها, واستناداً إلى الدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطرابات العقلية فالهواجس و الوساوس يجب أن تتكرر بشكل خارج عن الحد الطبيعي و أن تستمر على الأقل ساعة واحدة يومياً حتى إنها تؤثر على حياته الطبيعية حتى يشخص على انه وسواس قهري .‏

وأكد أن العلاج يكمن بتفهم الأهل للمرض و ملاحظته أمر مهم جداً , و يجعل الأمور أسهل و أفضل للأسرة .‏

فكثير من الآباء و الأمهات يعتقدون أن هذه الأفعال التي يقوم بها الطفل مقصودة ,وأنه بمجرد طلب الأهل منه التوقف فإنه من السهل عليه أن يتوقف فوراً.‏

ويجب معرفة أن الطفل نفسه يريد أن يتخلص من هذا المرض ولكنه لا يستطيع, وتوقفه عن تلك الأعمال يسبب له القلق و الخوف, لذلك يعد تفهم الأهل لمعاناة الطفل من أساسيات العلاج , بالإضافة إلى السبل العلاجية الأخرى منها العلاج السلوكي و العلاج الدوائي.‏

فعالمه يبقى ...عالماً غامضاً, لأنه يفتقد إلى طرق التعبير عن نفسه وتبقى متابعة الأهل و ملاحظتهم له الشيء الأهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية