تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هناء نصور : التمثيل هو إعادة صياغة الروح مرة ثانية

فنون
الأربعاء 12-8-2015
فنانة لم ترضخ للمستحيل وإنما سعت إلى التجدد الدائم ، تختزن في داخلها الكثير من العوالم التي تعبّر عنها من خلال ما تُقدم من أدوار تمتاز بحسها الإنساني المفعم بالشفافية فانسلت عبرها إلى قلوب وعقول المشاهدين بعفوية وتلقائية أدائها النابع من صفاء روحها ،

امتلكت ناصية الإبداع عبر إعطاء كل شخصية حقها لتأتي أقرب إلى المصداقية والحقيقة ، هي تعرف ما تريد بدقة وتعمل جاهدة لتحقيق ما تصبو إليه .. إنها الفنانة هناء نصور التي ترى في التمثيل (إعادة صياغة الروح مرة ثانية) ، معها كانت لنا هذه الوقفة :‏

ـ سبق وتحدثت عن (فيض إنساني) يميز دورك في (دامسكو) ، فمن أين ينضح هذا الفيض وما أدواتك للتعبير عنه ؟‏

يأتي الفيض الانساني من محافظتي على ذاتي من الانسياق وراء المألوف وتساهل التحدي والتخلي عن القيم ، فقد سعيت دائماً للحفاظ على روحي من الانهزام حتى في أشد الظروف حلكة ، درست وأدرّس هذا الأمر للطلاب ، فإن كان وجهي يحمل صفة الطيب فلأنني من داخلي حقيقة طيبة ولا ادعي ذلك ، وإن كنت صادقة فلا يمكن أن أظهر كاذبة . وبالتالي ليس لدي أداة للتعبير سوى روحي ، فصدقي يبدأ من تصديق ما أقدم ، وأرى أن التمثيل هو حقيقة وروعة الأمور من الداخل وإعادة صياغة الروح مرة ثانية .‏

وتحمل الشخصية التي أديتها في المسلسل بعداً إنسانياً ، فهي الأم الطيبة والصبورة والمعطاءة التي ربت بناتها على القيم والأخلاق رغم ما تعانيه من حسرة ، وعندما تكتشف إصابتها بالسرطان تفضل أن تعيش ما تبقى لها من وقت بفرح لأن الموت لا يعني لها شيئاً ، فترفض أن تأخذ الجرعات الدوائية لأنها يمكن أن تُسعد ابنتها العروس بثمنها .‏

ـ إلى أي مدى استطعت التعبير عن قضايا وهموم أبناء جيلك من خلال ما قدمت من شخصيات ؟‏

لم يتراكم لدي (كم) من الأعمال لأعبر من خلالها عن أبناء جيلي ، كما أنني لست المسؤولة عن إعطاء نفسي أدواراً معينة ، فأحياناً أكون رهينة في خضم الوضع الاجتماعي الصعب والأزمة حيث بات عدد الأعمال أقل بكثير مما كان عليه في السابق ، وحتى الآن لم أستطع أن اختار ، بمعنى أن يُعرض علي عشرة أعمال (على سبيل المثال) وأختار ما أريد تقديمه منها ، ولكني أشعر بالسعادة لأنني مدرّسة في المعهد العالي للفنون المسرحية ، وهو الأمر الذي حقق جزءاً من ذاتي وحضوري في المجتمع ، فلدي مشروعي في أن أكون معلمة ، لشيء أنا ممتلئة فيه فأقرن الفن مع الأخلاق ، وتربية الممثل من الداخل على مشروع له علاقة ببلده وانتمائه وحسه ، وبالتالي يمكنني عبر التدريس المساهمة في بناء جيل جديد يكون أقوى مني .‏

ـ هناك أعمال سلطت الضوء على السلبي في المجتمع .. فمتى تشكل تكريساً لهذا السلبي بما يحمل من قيم ومفاهيم ، ومتى تكون صوتاً صارخاً وناقوساً يدق في وجه تكريسه ؟‏

عندما أشير إلى أن هذا السلوك خاطئ وأنبذه اجتماعياً وأبحث عن أسباب وجوده عندها أدق ناقوس الخطر ، ولكن عندما أبرر وجوده فهذا يؤدي لتفسخ في المجتمع ، فإن كان هناك فكر ايجابي بأن أُظهِر تفسخ العائلة فهذا جيد ولكن أن أبرر هذا الفعل وأظهره على أنه الحرية المنشودة !.. إنها كلمات صدقها الجيل الجديد ويتعامل بها ، وبالتالي عندما أكرس هذا الأمر في الدراما أكرسه على أنه شيء صحيح في حين ينبغي أن أكرسه من باب أنه غير صحيح وينبغي التحذير منه .‏

ـ إلى أي مدى نجحت الدراما السورية بأن تكون عنصر توعية وناقوساً يدق في وجه خطر القيم السلبية في المجتمع ؟‏

سبق وشاركت في مسلسل (حائرات) وهو عمل مضيء دق ناقوس الخطر وأظهر الفساد ، وكذلك الأمر في (تحت سماء الوطن) ، وأرى أن النص هو العنصر الأساسي والجوهرة الحقيقية العمل ، وما نحن إلا حملة هذه الجوهرة ، فقد كانت الدراما السورية في مرحلة ما تدق ناقوس الخطر فعلاً وهناك حملة فكر ابداعي وقُدمت أعمالاً كادت أن تستلم الطريق الحقيقي لها لولا وقوع الأزمة ، فبات هناك استسهال فرضته الظروف القاسية ، على الرغم من أن الفن يقوى في الأزمات عادة .‏

fouaadd@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية