تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ازدواجية الدور ضريبة عمل المرأة

مرايا اجتماعية
السبت 8-10-2011
رولا فهيم عيسى

تعاني المرأة العاملة ازدواجية في الادوار، و لاسيما الام العاملة، فاختيارها للعمل خارج المنزل يكبدها مزيداً من المسؤوليات بغرض التوفيق بين عملها والمنزل ، وهي ترى نفسها مرة امام

واجبات منزلية تتعلق بتربية الاطفال وتدريسهم ومتابعة لشؤون الزوج و المنزل والتنظيف والطبخ ومرة اخرى امام واجباتها في العمل .‏

ومن الأهمية بالنسبة للمرأة العاملة الحرص على تقسيم وقتها بين المجالين ومن اجل تحقيق ذلك يلزمها كثيراً من الدقة والتنظيم، وخاصة إذا كانت من النوع الذي يحب النجاح والتوفيق بين المجالين ، وأكثر ما يهم الأم العاملة هو التوفيق بين واجباتها نحو أسرتها ونموذجها العاطفي المؤثر على تطور شخصية أطفالها.‏

هي تعرف أنها مثلهم الأعلى بسلوكها التلقائي، بتخطيطها التربوي، بألفاظها وبجميع ما تقوم به من ممارسات يومية طبيعية، لأن الأطفال يتأثرون بها كثيرا ويقلدون تصرفاتها بحرفية عالية، فالتربية اكتساب عن طريق النموذج العاطفي الأول وهما الأب والأم. لذا فتعاون الأب ومشاركته لها بالتخطيط والتنظيم والمساعدة يعمل على توازن النموذج العاطفي الإيجابي. هذا عدا عن دوره بمساندتها ودعمها المعنوي الراقي.‏

وأكثر ما يساعد الأم العاملة هو مشاركة الأبناء والزوج في المنزل وتعاونهم المنظم، من هنا لا بأس في اتفاق الاسرة على توزيع أنواع الوظائف المنزلية مثل نقل النفايات إلى حاوية الحي، تنظيف غبار، طوي غسيل، ترتيب مائدة الطعام قبل الوجبة وغيرها الخ...- كل حسب مرحلته العمرية وقدرة جسمه وبقدر ما يتحمل كل عضو في الأسرة المهام الملقاة على عاتقه بجدية وإخلاص بقدر ما يخفف عن الآخر من مسؤولياته ويجعله سعيدا .‏

وبعض النساء العاملات يلجأن الى طلب مساعدة أسبوعية من عاملة تنظيف مهنية كي يخفف عنها عبء حمل الواجبات التنظيفية و عاملة التنظيف هي أيضا تعمل لتوقع على تطوير أفراد عائلتها وتعليمهم.‏

وتختلف أهداف النساء وتطلعاتهم اثناء اختيارهم بين العمل والبقاء في المنزل، فمنهن من ترى في العمل مجالاً لإحراز النجاح و إفادة المجتمع ....فهي بعملها تحمل رسالة ..... امرأة لها طموحات تريد أن تحقق ذاتها وتخدم مجتمعها من خلال عملها .‏

وهناك من ترضى أن تكون مجرد موظفة قابعة خلف مكتب .....أو موظفة ثرثارة ... تجعل العمل وسيلة للتسلية بدلاً من قضاء أوقات مملة في المنزل. ومن النساء من ترى العمل وسيلة لتحقيق الاستقلال المادي و الذي تشعر معه بالأمان من تقلبات الزمن .‏

وغيرهن يفضلن البقاء في البيت لأنها تريد من ينفق عليها نتيجة كسلها دون تحمل أي مسؤولية . ومنهن يفضلن البيت حتى تستطيع أن تقوم بواجباتها الزوجية على أكمل وجه ثم التفرغ لتربية أبنائها.‏

علينا ألا نحمل الأم العاملة مسؤولية عدم الكمال بل يجب تقديم المعونة لها لدعمها وتمكينها من النجاح بالمجالين فالمجتمع من غير الأم العاملة يبقى ناقصاً ولا يمكن له أن يتطور طبيعياً إلا بخروجها للعمل وتحقيق ذاتها المهنية.‏

كما يجب ألا نغفل أن المرأة مخلوق عامل بامتياز و كل مجتمع صحي مؤمن بقدراتها المتميزة يحتاج لمشاركتها في تطوير جميع مجالاته الخاصة والعامة وفي سورية استطاعت أن تحقق المرأة ما لم تصل اليه مثيلاتها في بقية الدول العربية من خلال تبوئها لأهم المواقع جنبا الى جنب مع الرجل .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية