حافلاً بالعديد من الدراسات العلمية والأدبية، إلى جانب المقاربات النقدية، والعطاءات الإبداعية المتجددة.
في العدد الجديد كتب د. رضا عبد الحكيم، عن «حكيم الأندلس الفلكي الطائر عباس بن فرناس، الذي كان رائداً لأول محاولة للطيران في التاريخ البشري، وكانت دراسته للحكمة الطبيعية، كما جاءت عند أرسطو، تقوده إلى التجربة التطبيقية». وفي ركن تقنيات قدم شاهر يحيى وحيد، دراسة علمية عن «تقنيات الإخفاء»، تلك القفزات العلمية التي صار يتلقفها العسكريون قبل المدنيين. وقد أرجع الباحث «التقدم المتسارع في تقنيات الإخفاء، إلى المواد الجديدة الاصطناعية ذات الخصائص الجديدة التي يطلق عليها اسم المواد الفائقة. وهي مواد ذات بنيات نانوية مصنعة بعناية دقيقة، بشكل يمكن من خلاله التحكم في خصائصها الكهرومغناطيسية».
ملف العدد
ملف العدد الجديد حمل عنوان «السرد النسوي العربي»، حيث تمحور تحت ستة عناوين؛ كان أحدها للدكتور نجيب محمد الجباري عن «جمالية السـرد النسائي المغربي»، الذي «شكل – في نظره - فضاء خصيباً عبرت من خلاله المرأة عن خصوصيتها النفسية والوجدانية ودانت فيه، بعمق وجرأة، مختلف التصورات التي تنتقص من قيمة المرأة وتهمشها على جميع الصعد، وتغض الطرف عن معاناتها وتطلعاتها. والذي حقق - بتمثله للرهانات الموضوعية وبانفتاحه على كيان المرأة، وعلى القضايا الوطنية والقومية الكبرى - طفرات مهمة وإضافات نوعية ملموسة على مستوى البنيات والتقنيات الفنية والمعرفية المستثمرة في بناء خطابه، الأمر الذي أسهم في إنضاج الكتابة السردية عموماً والنسائية على وجه التحديد». فيما عالج هشام حراك «الكتابة النسائية بعيون رجالية»، «.وكان ختام الملف الحافل بقلم محمد قرانيا، الذي عالج موضوع « تأنيث السـرد فـي الروايـة العربية»، واتخذ من رواية «اختياراتي والحبّ» لضياء القصبجي نموذجاً، حيث «سعت الكاتبة من خلال (تأنيث الكون الروائيّ) إلى تحديد آليّةٍ واحدةٍ أخضعت لها إبداعها، تجسّدت في خصوصيّة كتابة المرأة والأسباب البيولوجية، نتيجة حساسية الموقع الذي تحتلّه، فضلاً عن نظرتها المغايرة للعلاقة في المجتمع التقليديّ. لأن مشكلة الكينونة الاجتماعيّة هي الهاجس الأساسي الذي تعاني منه المرأة».
كتاب الرافد
تحت عنوان «الخط الأحمر» - تناسقاً مع المضمون، وإيحاءً بخطورته - جاء كتاب الرافد لهذا العدد، مع عنوان ثانٍ توضيحي، يشرح أبعاد القضية التي يتناولها الكتاب: «فن التدقيق اللغوي». من تأليف الباحث اللغوي محمد الأمين محمد المختار. جاء الكتاب رائداً في بابه ليعيد الاعتبار لذلك الفن الحاضر الغائب، المعروف المجهول، الذي ينوء أصحابه بمهمة الدفاع عن اللغة، وإراحة القارئ، بتقديم المادة على وجهها الأكمل، سليمةً ما أمكن من العيوب والشوائب.