تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مفارقــة بيـــن زمنيـــن

رؤيـــــــــة
السبت 8-10-2011
أديب مخزوم

قبل أكثر من سبعين عاما، كان طموح العديد من الموهوبين في مجالي الرسم والنحت، يدفعهم وبقوة للسفر الى بعض العواصم والمدن الفنية الكبرى،

الأوروبية والعربية، بهدف دراسة الفن والإطلاع على الكنوز الحضارية، والوصول الى الحالة الإبداعية، ولقد نالت أعمال بعضهم التقدير والإعجاب، وحققت الشهرة والانتشار، وأثارت اهتمام الباحثين والدارسين والمتابعين.‏

إلا أن الحركة الفنية التشكيلية السورية والعربية، كانت منذ البداية ولا تزال حركة أفراد وأسيرة جمهور نخبة النخبة، والمفارقة الكبرى تبرز حين نجد في مجتمعنا، ونحن في مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة، نسبة كبيرة من المتعلمين و المثقفين أوالمتثاقفين لايؤمنون بدور الفن، وبقدرته على التغيير والتطوير والتحديث، وبالتالي لايسمحون لأبنائهم بدراسة الفن، وهم في ذلك لايرتقون إلى أدنى درجة في سلم رقي أجدادهم، الذين درسوا الفن في روما وباريس والقاهرة... وزاولوا الإنتاج والعرض حتى آخر لحظة في حياتهم.‏

الوطن بحاجة الى مثقفين منفتحين، والفنان أكثر إبداعاً وندرة وحضوراً في وسائل الإعلام من غيره، والفنان الحقيقي هو مفخرة لشعبه ومجتمعه ووطنه، وأعماله قد تمتلك القدرة على البقاء، وحتى الخلود في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.‏

إن أسباب غياب الأب أو الأخ الذي يجب أن يشجع أفراد أسرته من الموهوبين على دراسة الفن ومزاولته، تكمن بالدرجة الأولى في نظرة المجتمع السلبية،التي كرستها بعض الوسائل التربوية، وفي مقدمتها عدم مساواة مادة الفنون بالمواد الأخرى، الشيء الذي شكل على الدوام عودة الى الوراء، وعمل على إعاقة المواهب والمهارات الفنية في عالمنا العربي، مع إشارة أخيرة إلى أن الفن التشكيلي يعتبر في دول عديدة، أحد أهم مصادر الدخل القومي، ويدرج في قلب الحياة، وفي سلوك الجماعة، لاسيما وأن معطياته الجمالية تدخل في وسائل الاستعمال اليومية، وهو قبل ذلك ثقافة ورسالة إنسانية وحضارية.‏

adibmakhzoum@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية