اصطدم بفيتو مزدوج روسي وصيني كونه قرارا يضغط على سورية بطريقة عمياء ولايساعد على تحسين الوضع في الشارع السوري بل يقاقم ا لأزمة.
لا شك أن أسباب الرفض الروسي والصيني قائم على أساس فلسفة مختلفة عن فلسفة الابتزاز الغربي العمياء التي لاترى إلا بالعين التي تروق لها، لأن روسيا والصين وجدتا في أسلوب العقوبات تعارضا مع أسلوب الحوار الذي انتهجته القيادة السورية وإطلاق المزيد من الخطوات الداعمة لفرصة الانتصار على خطة التخريب من قبل تطرف المعارضة السورية والإجرام الذي ارتكبته المجموعات المسلحة والذي يتعارض شكلاً ومضموناً مع حل النزاع على أساس الحوار.
الفيتو المزدوج على مشروع القرار ضد سورية هو نوع من رد الاعتبار على مسرحية القرار الدولي وفق سيناريو بني على الكذب والتلفيق والتواطؤ للضغط بطريقة فجة واستفزازية متناسية استخدام الفيتو خمسين مرة لحماية إسرائيل والتستر على مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في فلسطين ، ناهيك عن استغلال مايجري في سورية لحرف أنظار الرأي العام الدولي عن عدالة المطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
لغة العداء غير المسبوقة من البعض أثبتت ان سورية مستهدفة من قبل أطراف في مجلس الأمن تلجأ إلى التحرك بشكل احادي خارج إطار الشرعية الدولية لتمرر مخططاتها ومشاريعها السياسية والعسكرية وهذا مايكشف النقاب عن حجم التحايل على سورية بسبب مواقفها المستقلة عن أجندات هذه ا لدول التي تعمل على زرع الفتنة الطائفية وتقويض الأمن بهدف تمهيد الطريق للتدخل الخارجي الأمر الذي يرفضه المجتمع السوري بما فيه المعارضة الوطنية الشريفة.
والصراخ الدولي والتهويل بالضغوط لن يغير مواقف سورية المحصنة بحصاد نهوضها وقدراتها في إرادتها المستقلة المنيعة وبوحدة شعبها فهي قادرة على الخروج أقوى من كل الفتن والمؤامرات انطلاقاً من خيار المقاومة والعملية الإصلاحية.