بالاضافة إلى الجنود الغربيين الذين سقطوا بنيران حركة طالبان المسلحة والمنظمة، وزد على ذلك لم تقدم الولايات المتحدة لهذا البلد من شيء سوى ارتفاع نسبة الجريمة وانتشار زراعة المخدرات، ورغم المليارات كلفة فاتورة الحرب الأميركية على أفغانستان ما زالت اميركا بعيدة عن الانتصار في الحرب التي بدأتها بنفسها ورغم أن القوات المؤلفة من 130 ألف جندي في افغانستان لم تكن سوى قوة الاحتلال ولم تقدم السلام والاستقرار لهذا البلد، وانتشارها هناك حول المنطقة إلى مسرح كانوا قد اتفقوا بالامس على حرب مثيرة للجدل وبلا منتصرين.
فقد قال الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال القائد السابق للقوات الدولية العاملة في أفغانستان انه رغم مرور 10 سنوات على بدء العملية العسكرية، الا ان الولايات المتحدة وحلفاءها مازالوا بعيدين عن تحقيق أهدافهم ولا يعرفون سبيلا لإنهاء النزاع.
وأشار الجنرال أمس في خطاب امام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ان الولايات المتحدة بدأت الحرب في أفغانستان مع رؤية مبسطة للغاية حول الوضع في البلاد وتاريخها على مدى السنوات الـ50 الماضية، مضيفا ان القوات الأمريكية لا تملك حتى الآن معلومات كافية حول أفغانستان لإيجاد سبيل مناسب لإنهاء النزاع بشكل ناجح. واعتبر ماكريستال الذي قاد القوات الدولية في عامي 2009 و2010 ان واشنطن وحلفاءها تمكنوا من تحقيق قرابة 50% فقط من أهدافهم في أفغانستان.
وحول الأهداف التي مازال من الواجب تحقيقها أمام القوات الدولية قال الجنرال الأمريكي أن الشيء الأكثر صعوبة هو تشكيل حكومة شرعية يثق بها المواطن الأفغاني العادي، يمكن ان تصبح منافسا قويا لحركة طالبان.
هذا وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 10 آلاف مدني أفغاني لقوا مصرعهم في العمليات القتالية بأفغانستان خلال السنوات الـ5 الماضية فقط. كما قتل أكثر من 2500 جندي أجنبي معظمهم أمريكيون في أفغانستان خلال سنوات الحرب.
وقال ماكريستال انتكاليف الحرب، حسب بعض التقييمات، بلغت بالنسبة للأمريكيين 120 مليار دولار وبالنسبة للبريطانيين 18 مليار جنيه استرليني.
وكان الجنرال ماكريستال قد أضطر للاستقالة من منصبه كقائد للقوات الدولية في أفغانستان عام 2010 بعد نشر مجلة أمريكية لتصريحاته التي انتقد فيها بشدة استراتيجية الرئيس باراك أوباما في أفغانستان.
في المقابل عبرت وكالة التنسيق لاغاثة افغانستان المعروفة باسم اكبار والتي تضم منظمات غير حكومية افغانية ودولية عن اسفها ازاء خيبة امل الشعب الافغاني لعدم اتخاذ اجراءات عملية للنهوض بواقعه وتحسين ظروفه بعد مرور عقد من الحرب. كما دعت الحكومات الى وضع اتفاق قوي حول الطريق الواجب سلوكه خلال مؤتمر بون المقرر عقده في 5 كانون الاول القادم.
واشارت وكالة اكبار في بيانها الذي عرضت فيه نقاط القصور ونقاط التقدم إلى ان التقدم حيال احترام حقوق الافغان في الصحة والتربية كان متفاوتا وغير كاف موضحة ان افغانستان لطالما سجلت احد اسوأ مؤشرات الصحة في العالم.
وبينت ان هناك 50 امراة تموت يوميا اثناء الحمل أو الولادة فيما 20 بالمئة من الاطفال لا يبلغون سن الخامسة كما اشارت إلى انه ومن اصل 14 مدرسة ابتدائية وتكميلية فان النصف تقريبا لا يملك قاعات صفوف.
إلى ذلك اعتبر الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس اركان الجيش البريطاني ان افغانستان يمكن ان تتحول إلى ملاذ للجماعات المسلحة على غرار تنظيم القاعدة.
ورأى ريتشاردز أن تحقيق الاستقرار في افغانستان يعد أمرا حيويا للامن البريطاني على المدى الطويل.