تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفيتو الروسي الصيني خطوة جـادة لإعادة التـوازن إلى اللعبة الأمميـة..الجعفري لـ « الثورة »: القصــف الإعلامي الغربي مصيره الفشـــل

الثورة
صفحة أولى
السبت 8-10-2011
منذر عيد

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أن كل حملات الهجوم الدبلوماسي والقصف الإعلامي الغربي ضد روسيا والصين لاستخدامها حق الفيتو في مجلس الأمن

الدولي لم تأت أكلها لأن العالم يدرك جيداً أن القرار الروسي - الصيني باستخدام الفيتو كان صائبا ويستند الى مبادئ العدالة الدولية ويتصدى للهيمنة داخل مجلس الأمن الدولي.‏

وأضاف الجعفري في اتصال هاتفي أجرته معه «الثورة» أن عسر الهضم الذي تمر به طروحات ورؤى القوى التي تضمر الشر لسورية بلغ ذروته وان هذه القوى تسعى جاهدة لأخذ كل «الادوية الملينة» للانطلاق نحو صيغ مشاريع جديدة قد لا تطرحها قبل أسابيع أو أشهر لانها تدرك ان العودة اليها ستصطدم بالحائط الروسي والصيني الذي شكل منعطفاً حاسماً في مسيرة العلاقات الدولية واعادة التوازن الى اللعبة الاممية داخل المنظمة الدولية.‏

واشار الجعفري الى ان الدول الغربية التي دعمت القرار ضد سورية استخدمت الفيتو المزدوج عشرات المرات ضد حقوق الشعوب بدءاً من فلسطين وانتهاء بحماية الاستعمار في روديسيا مروراً بالدفاع عن نظام التمييز العنصري الجائر في جنوب افريقيا، وان تباكيها اليوم على استخدام الفيتو من قبل روسيا والصين اصبح مفضوحا امام الرأي العام العالمي نظرا لتاريخها الاسود المشؤوم في هذا المجال.‏

ويأتي استخدام روسيا حق النقض «الفيتو» في مجلس الامن مؤخرا ضد محاولات الغرب استهداف سورية.. دليل على عودة روسيا للانخراط وبشكل مباشر في إعادة التوازن إلى اللعبة الاممية من جهة، كما أنّ هذه الخطوة تدلل على استعداد روسيا لخوض الحرب الباردة وإن كان من بابها الدبلوماسي.‏

الموقف الروسي ليس الوحيد اللافت.. فالموقف الصيني لا يقل اهمية عن نظيره الروسي لا في الشكل ولا في المضمون، فبكين أكدت مرة جديدة أنها واحدة من الدول التي تسعى جاهدة إلى إعادة التوازن للسياسات الغربية، وهي انتقلت إلى هذه الخطوة بعد أن تمكنت من إثبات وجودها اقتصاديا وماليا وحتى تكنولوجيا، بحيث يصح القول إنّ بكين تحولت إلى واحد من الارقام الاقتصادية والسياسية الصعبة، مستفيدة من انهيار الاقتصادات الاميركية والاوروبية، فنجحت في توظيف هذا النجاح في سياساتها الخارجية.‏

وفي هذا الاطار نقل موقع «النشرة اللبناني» عن دبلوماسي غربي أنّ الموقف الروسي لم يأت على خلفية الانحياز لسورية، وهي الحليف التقليدي والاستراتيجي لها فقط، إنما من باب تحقيق أكبر قدر من التوازن الاممي، وحماية مصالحها الاستراتيجية في الشرق الاوسط من جهة، ولعزل تركيا ومعاقبتها على حماية الدرع الصاروخي الموجه إلى روسيا بشكل خاص، لاسيما بعدما بسطت واشنطن سيطرتها شبه الكاملة على المنطقة برمتها مستفيدة من سقوط الاتحاد السوفييتي، ما خوّلها سد الفراغات التي خلفها الانسحاب السوفييتي من المنطقة وانشغال روسيا الجديدة بترتيب بيتها الداخلي.‏

ويلفت الدبلوماسي الى ان الموقف الصيني بدوره لم ينطلق من خلفية حماية سورية فقط، بل هدف لتحقيق أكبر قدر من التوازن الاممي، وبالتالي فإن انسجام موقف الصين مع ذلك الروسي يعني الكثير بالنسبة إلى لعبة الامم، إذ إنها المرة الاولى منذ نشأة روسيا الجديدة التي يسقط فيها مشروع في مجلس الامن باستخدام دولتين من اصل خمسة لحق النقض، ولهذا مدلولات اخرى وحسابات اوروبية واميركية مختلفة.‏

ويختم الدبلوماسي بالتأكيد على أنّ تقاطع المصالح الروسية – الصينية وتداخل العوامل الاستراتيجية بالتكتيكية أدّيا إلى الهجمة الروسية التي جاءت في وقت تعاني فيه السياسات الخارجية الاميركية من عدة انتكاسات من شأنها أن تعطي خصومها نقاطا إضافية وإن لم تكن غير حاسمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية