تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شـهر العسل التركـي الفرنسـي .. هل بـــدأت النهايـــة ؟.. داوود أوغلو : على فرنسا مواجهــة تاريخها الاستعماري أولاً

الثورة
صفحة أولى
السبت 8-10-2011
أمين الدريوسي

تحاول تركيا منذ نشأتها كجمهورية على يد كمال الدين أتاتورك على انقاض الامبراطورية العثمانية ان تنأى بنفسها عن مواجهة ماضيها القائم على حكم الشعوب والمذابح

التي ارتكبت على يد القوات التركية ومنها مذبحة الأرمن في عام 1915 اثناء الحرب العالمية الأولى حيث لا تزال حكومة انقرة ترفض الاعتراف بأنها وراء هذه المذابح التي ذهب ضحيتها ملايين الاشخاص، فلا توفر جهداً بالرد بغضب وعنف على كل من يتهمها او حتى يطالبها بمجرد الاعتراف فقط بالضلوع بذلك، حتى حكومة رجب طيب أردوغان الذي يدعي رفضه ما يسميه إبادة الشعوب العربية يحرجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالاعتراف بالإبادة الارمنية وجاء الرد من انقرة على لسان وزير الشؤون الاوروبية ايغمين باغيش ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الذي قال: إن على فرنسا مواجهة تاريخها الاستعماري قبل الطلب من الآخرين مواجهة تاريخهم، وذلك لمصلحة السلام في العالم.‏

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن داوود أوغلو قوله رداً على تصريحات ساركوزي التي أطلقها من أرمينيا، «سيكون من المفيد جداً لفرنسا مواجهة تاريخها الخاص، وخصوصاً مع الدول الأفريقية»، مضيفاً أن لا شيء مما قاله الأخير قد يجعل تركيا موضع إساءة.‏

وقال إن على من يطلبون من تركيا مواجهة تاريخها أن ينظروا قبل كل شيء إلى أنفسهم لأن ذلك سيفيد السلام العالمي، مضيفاً «أعتبر هذه التصريحات انتهازاً سياسياً، وللأسف فإن هذا الانتهاز السياسي تواجهه أوروبا قبل كل انتخابات».‏

ولفت إلى أن تصريحات ساركوزي سيكون لها تأثير سلبي على عملية المصالحة بين تركيا وأرمينيا، مضيفاً أنه من المستحيل الظن بأن هكذا تصريحات ستساهم في عملية سلام.‏

وقال الوزير التركي «سنواجه تاريخنا، ليس لدينا مشكلة في ذلك، لكن العقليات التي لا يمكنها مواجهة تاريخها والتي لم تختلط مع المجتمعات التي حكمتها ونظرت إليهم كأنهم من طبقة دنيا، يجب أن تواجه تاريخها هي».‏

وأضاف أنه لا يحق لدولة أو مجتمع ذي تاريخ استعماري إعطاء درس لتركيا لمواجهة تاريخها. ورد الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي إيغمين باغيتش ان من الافضل لفرنسا التصدي لمشاكلها والعمل على حلها بدلاً من لعب دور المؤرخ واضاف باغيش انه سيكون من الافضل لفرنسا واوروبا والعالم ان يتخلى ساركوزي عن دور المؤرخ ومحاولة الخروج ببلاده من الهاوية الاقتصادية.‏

وكان ساركوزي دعا تركيا الى الاعتراف بالابادة الارمنية عام 1915 مهدداً بأن فرنسا ستقر قانوناً يعتبر انكار هذه المذبحة جريمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية