تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لوموند...اعترافات إسرائيلية..!

ترجمة
الأحد 8/6/2008
ترجمة: دلال ابراهيم

يعترف دورون إيفراتي البالغ الآن الثالثة والعشرين من عمره, والذي لا تبدو على محياه هيئة الجندي القادر على سحب عائلات فلسطينية بأكملها من فراشها بمقدمة بندقيته منتصف الليل دون رادع أو وازع.

ولكن في الحقيقة هذا ما كان يفعله خلال خدمته العسكرية التي أداها ما بين عامي 2003 - 2006 في الضفة الغربية, قائلاً (كنا نأتي بهدوء إلى أحد الأحياء ونرمي حجارة ونطلق صوتاً رعدياً أمام باب المنزل قائلين (افتحوا نحن الجيش) وحالما يفتح باب المنزل نخرج أصحابه إلى خارجه ونقوم بتفتيشه ونقبله رأساً على عقب, وحينما ننتهي من عملنا ننتقل إلى منزل آخر ثم آخر وهكذا نمضي في عملنا خلال جزء طويل من الليل, والهدف هو العثور على أسلحة أو أي إدانات بنشاطات ضد »إسرائيل«, ولكن الهدف الأكبر كان جعل الفلسطينيين يعيشون في خوف دائم, كما كان يقول لنا رؤساؤنا (الغاية أن نثبت لهم وجودنا)., وقد قرر دورون, الذي تبدو عليه إمارات التعب والتقزز مما رآه وعايشه الاعتراف بذلك على عكس العديد من المجندين الإسرائيليين الآخرين الذي فضلوا الانسحاب هرباً نحو النسيان. وشهادته تلك إلى جانب المئات من الشهادات الأخرى جمعها كتيب نشرته منذ عدة أسابيع منظمة تدعى (كسر حاجز الصمت) في أوروبا. التي يمولها منذ تأسيسها عام 2004 الاتحاد الأوروبي, ضمت شهادة نحو (500) جندي إسرائيلي أدى الخدمة, شهادات عن القمع والانتهاكات صغرت أم كبرت قذرة وإجرامية اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل, انتهاكات وأعمال قمع مارسها الجيش الإسرائيلي في تلك المدينة شجعهم عليها الوضع الخاص للمدينة التي يوجد فيها الحرم الإبراهيمي, ويحتل مركزها (800) مستوطن يهودي يتمترسون خلف حاجز عسكري, يفسدون ويكدرون حياة (160) ألف فلسطيني يسكنون المدينة.‏

(كنت غالباً ما أحل محل زملاء لي أصيبوا عند حاجز ونتكشف أن الفلسطينيين محاصرون هناك ومقيدون منذ عدة ساعات لأنهم لم يحترموا الجنود, هكذا ندعي). هذا ما يعترف به الجندي أفتاخ أربل (23) عاماً, وهو أحد الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم لدى (كسر حاجز الصمت). سنكتشف كم من الإهانات والإذلال حال قراءة هذا الكتيب لتلك المنظمة والتي تبدو أنها كانت روتينية. سنكتشف على سبيل المثال, حالة تاجر قطع تبديل السيارات, حيث يأتي إليه الجنود ويأخذون ما يريدون دون دفع الثمن له, ويهددونه بإغلاق محله, إذا تجرأ وتقدم بشكوى. ونستعرض فيه حادثة تلك الوحدة العسكرية التي وفي يوم عطلة عمل قررت كسر زجاج واجهة أحد المساجد من أجل إثارة الفتنة والنقمة والاستهداء إلى عمل يسليهم, ومن ثم فإن تلك (اللعبة) كما وصفها أحد الشهود كانت ترتكز على توقيف أحد المارة في الشارع للتضييق عليه كل بدوره مع الحرص على مراقبة الساعة والرابح هو الذي يستطيع.‏

والأخطر من هذا وذاك, الشهادة رقم (49), التي اعترف بها أحد الجنود الذي لم يشأ الإفصاح عن اسمه, يصف بالتفصيل طريقة تعذيب أحد الصبية ممن رشقوا حجارة, من قبل أحد الضباط الإسرائيليين (لقد رماه على الأرض, وأخذ يضربه بقسوة, حتى لم يعد قادراً على الانتصاب على قدميه, وكنا نحن ننظر غير مبالين إلى هذا المشهد, إنها وسيلة تفنن بالتعذيب نمارسها كل يوم, وفي آخر المطاف, وضع الضابط العسكري فوهة بندقيته في فم الصبي الصغير أمام ناظري أمه, معلناً أنه في المرة المقبلة, وحين يرمي الحجارة سوف يقتله).‏

افتاخ أربل وجد تبريراً لهذه الممارسات العدوانية (نناوب ثماني ساعات حراسة, وثماني ساعات استراحة خلال ثماني عشرة ساعة, فهذا يستنزف طاقتك, يثير الملل لديك لحد الموت, يساورك شعور بالكره تجاه المستوطنين بسبب الفظائع جميعها التي يرتكبونها ولأن سبب وجودهم هو سبب وجودك أنت في الخليل, تحاول أن تحتل المدينة وتتحكم بالفلسطينيين دون وجه حق, وإن تجرؤوا على الاحتجاج سوف تضربهم فقط لأن لديك السلطة. وأحياناً ينتهي هذا الاستعراض العنفي بمقتل أحد الفلسطينيين ويروي دورون ايفراتي ما حدث معه حينما كان في مخيم الفوار في مطلع عام ,2004 حيث قذف أحد الصبية الصغار قنبلة مولوتوف على سيارة الجيب العسكرية, وجاءت التعليمات بأن نسدد نيراننا مستهدفين الجزء العلوي من الجسم, أي نطلق النار لنقتل, وإن لم تقل هكذا صراحة, ولدى الترجل من السيارة اختفى الصبي, وبأمر من قائدنا, تم نصب كمين, في النهاية تم قنص الطفل بعد أربعين دقيقة من رميه لقنبلة المولوتوف).‏

وفي ردة فعله على نشر الكتاب هذا الصادر عن منظمة (كسر حاجز الصمت) فقد وصفه الجيش الإسرائيلي (الشاة الجرباء) لتلك الشهادات غير المعروفة وغير الواقعية الواردة فيه, وإصراره على الادعاء بمحاكمة كل من يقترف أخطاء هو على علم بها, وحسب رأي افتاخ أربل (ينبغي أن يفهم الإسرائيلون أن هدوءهم وسكينتهم لها ثمن أخلاقي باهظ, والآن يدفعها الشباب المدعوون للخدمة, ولاحقاً سيدفعها كل المجتمع الذي سيمسي فاسداً).‏

2008/6/3‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية