أغلى من الذهب..وأبقى من النفط
إن إقامة معرض الزهور والنباتات الشامية وأزهار القطف الذي أقامته وزارة السياحة ومحافظة مدينة دمشق بالتعاون مع اتحاد المنتجين لهذا العام,هو استمرار لندوة الوردة الشامية التي أقيمت في فندق شيراتون عام ,2007وهي استمرار لمعرض الزهور..
السيد المهندس محمد الشبعاني,رئيس لجان الوردة الشامية والمشاتل والأزهار السورية,ونائب رئيس اتحاد المزارعين العرب يحكي أهمية المعرض وخصوصاً أن الوردة الدمشقية هي الوردة الوطنية للجمهورية العربية السورية التي أطلق عليها »أنها أغلى من الذهب وأبقى من النفط« وذلك لفوائدها العديدة ولكونها منجماً لمنتجات الطبيعة لا ينضب ..
ينقسم المعرض إلى قسم منتجات الوردة الشامية ويحوي المنتجات الغذائية والتجميلية والدوائية واستخلاص الزيوت العطرية,وقسم آخر للنبات والأزهار الدمشقية التي كانت تنتشر في البيوت القديمة,والتي تعايشت مع ذكريات الأجداد والآباء ,بعدما افتقدنا السكن الدمشقي القديم,وانتقلنا إلى السكن الطابقي ونقص المساحات الخضراء,وضرورة أحياء تراث البيت الدمشقي ونباتاته وأزهاره. وتضمن المعرض قسماً لأزهار القطف المحلية التي أصبحت سورية منتجاً مصدراً لها,وذلك لإمكانية انتاجها ضمن مناخ سورية المناسب والمتنوع..وتضمن المعرض مشاركات عربية وأجنبية وتخلل المعرض محاضرات علمية حول نباتات الأزهار الدمشقية شارك فيها عدد من الأدباء والمختصين المحليين والأجانب,وأيضاً عرضت أفلام علمية,وأقيمت ندوات وحوارات حول نباتات وأزهار دمشق,مع قيام الجهة المنظمة بتأمين رحلات وزيارات إلى أماكن زراعة الوردة الشامية وبعض البيوت الأثرية القديمة.
غنى البيت الدمشقي
في إطار خطة واستراتيجية وزارة السياحة بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية ,وقدوم الربيع وفصل الصيف تسعى وزارة السياحة لتسليط الضوء على خصوصية وغنى البيت الدمشقي بمختلف أشكال النبات والزهور والعلاقة بينها وبين العائلة الشامية..المهندس فيصل نجاتي مدير سياحة دمشق يبين أهمية معارض كهذه فيقول: يقام المعرض في مكان أثري وهو التكية السليمانية ,فجمال الورد وجمال المكان الأثري يعدان رمزين أساسيين لتنشيط العمل السياحي-إضافة للناحية العلمية والاطلاع على أسرار النبات,وخصائص البيت الشامي الدمشقي.والتطور الكبير والاهتمام بإنتاج وتصنيع الوردة الشامية.. وتسعى وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات المعنية لتنظيم معارض كهذه ,لتكون رافداً للسياحة الداخلية الهامة.
ملك الوردة الجورية
حفل تاريخ منطقة »المراح« في النبك منذ مئات السنين بزراعة الوردة الشامية التي كانت تشكل لهم رافداً اقتصادياً هاماً-فكانت تقطف على شكل »أزرار« وتجفف ثم تباع بالأسواق لصناعة الزهورات,ويصدر جزء كبير منها إلى الأسواق المجاورة كبيروت ,أو الدولية مثل باريس لاستخلاص زيوتها العطرية المعروفة بغلاء ثمنها وجودتها العالمية وندرتها.. أطلق عليه لقب ملك الوردة الشامية مدين أمين البيطار,عرف أجداده باهتمامهم بزراعة هذه الوردة ,والاعتماد على منتجاتها في توفير الدخل منها,عن طريق استخلاص شراب الوردة وماء الورد,ومنتجات أخرى وهي منتجات طبيعية مئة بالمئة,وفي زيارة للسيدة أسماء الأسد لمزارعهم قدمت لهم الدعم والتشجيع للحفاظ على هذه الثروة الهامة..
الذهب الوردي
الورد الدمشقي يفوق أنواع الذهب في قيمته الاقتصادية العالمية,حيث يقدر قيمة الكيلو الواحد من زيت الورد الدمشقي النفي بحوالي /2مليون ل.س/تقبل عليه الشركات العالمية المنتجة للزيوت العطرية لخواصه العطرية الفواحة المميزة,لأنها تدخل في التراكيب العطرية بنسبة أكبر من 60%,هذا ما أكده عماد حسن وزان خبير أعشاب,وعضو جمعية الوردة الشامية.
ويقول:منتجات الوردة الشامية تدخل في تراكيب عديدة,والصابون والشامبو والكريمات,وتصنع بأسس علمية وصحية, ونسعى لتطوير صناعة هذه المنتجات للحصول على فوائد أكثر. وتدخل هذه المنتجات في صناعة الحلويات الشرقية,والعطارة بشكل عام,والبخور العربي,وتفيد أيضاً في علاج بكتريا المعدة وطرد الديدان,وتفيد طبياً أيضاً كمادة مضادة للأكسدة..وهي تعد بحق الوردة الوطنية الأولى.. ويؤكد على ذلك السيد محمد شوا,فهي الثروة المخفية عن أنظار الناس,لا يعلم بأمرها سوى من يعمل بها,وتشكل رافداً اقتصادياً هاماً لا يستهان به.
وحكاية الورد والياسمين والفل ,حكاية لا تنتهي..مئات من أنواع الزهور عرضت واستعرضت نفسها..عطور في البال ,وأريج يبقى طويلاً في الذاكرة..