بأزيائها وإعلاناتها, وبرامجها تهتم بأفخم أنواع الماركات العالمية بدءاً من الأزياء والإكسسوارات وانتهاءً بأفخم أنواع السيارات وغيرها مما هو بعيد عن متناول غالبية الناس, حيث يعاني الكثيرون من الفقر وكما تؤكد احصاءات ومؤتمرات الأمم المتحدة, فعلى سبيل المثال 85% من شريحة الشباب وحدهم والبالغ عددهم 3 بلايين وهم نصف سكان الأرض يعيشون في حالة من الفقر المدقع.
ألا يبدو وكأن تلك القنوات تستهزىء بأحلامنا البسيطة, فلا تعرض تلك القنوات ما يمكن الحصول عليه..
كما وتظهر بعض المشاهد الفضائية آلية تعامل خبراء الأزياء ومسؤوليتهم, حيث تبدو تلك العارضة كالآلة بين أيديهم خالية من الروح مجرد دمية جميلة يحركونها حرصاً على دقة العروض, عروض عالم الأزياء الذي بات له تقاليده ومفرداته ومتابعوه وفضائياته وكأنه عالم بحد ذاته يفرض حضوره على الجميع, وهذا بمجمله يقترب من مفارقة ماكرة حققها السينمائي الشهير /روبرت التمان/ عبر فيلمه /ألبسة جاهزة/ الذي يدور حول نفس المهنة, فاقترب الفيلم من أن يكون ريبورتاجاً صحفياً فتصويره كان في مواقع العروض, إذ تتزامن العروض مع وفاة غامضة لمدير آلة الأزياء الباريسية وتكون الموازاة ما بين التحقيق الهزلي والعروض لتلك العوالم الملونة الفاخرة, فيركز المخرج /التمان/ على البهرجة الإعلامية التي تنقل تلك العوالم الفخمة المليئة بالبهجة المبرمجة والأسطورية الظاهرة, بينما هناك من يموت على أرض الواقع, ودون أن يتخلى المخرج عن هدفه بتصوير الزيف ودور النفاق الإعلامي الدائر في رحى تلك العوالم.