فقد عمدت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب إلى زراعة الفطر المسمى الزراعي من خلال مخابر خاصة أقيمت لهذه الغاية بالتعاون مع مراكز بحثية محلية وعالمية, وهي تحاول الآن نشر هذه الزراعة وتعميم ثقافتها بين الأهالي, لكونها زراعة مجزية وغير مكلفة.
المهندس محمد منصور مدير عام الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب قال عن هذه الزراعة المستحدثة: هذه الزراعة تمثل بحثاً حقيقياً عن موارد إضافية للإخوة الفلاحين, ويمكن اعتبارها زراعة بديلة غير مكلفة, وهي تتناسب مع الأوضاع المعيشية المستجدة في سهل الغاب, بعد تجزئة المساحات وتوزعها بين الورثة, وهي لا تحتاج إلا إلى إيمان بهذه الزراعة وبعض الأكياس وقليل من مادة التبن, وشيء من الإشراف الفني الذي تؤمنه وحداتنا الإرشادية, والمفيد في الأمر أن دورة الفطر الإنتاجية قصيرة, وإنتاجيته كبيرة, ويمكن زراعته في أي مكان تتوافر فيه غرفة لا تتجاوز مساحتها 16م2 وفي أي ركن من أركان البيت أو المزرعة, ونحن على استعداد لتأمين الخبرة والإشراف الكاملين على هذه الزراعة.
المهندس الزراعي محمد هواش رئيس وحدة إرشادية في مجال عمل الهيئة تحدث عن إشرافه الميداني على إحدى تجارب الزراعة بالقول: المسألة سهلة وبسيطة وغير مكلفة, حيث قمنا بزراعة 70 كيساً من التبن -وهو التربة الأولية اللازمة لزراعة الفطر- وأعطي كل كيلو من التبن كيلو واحداً من الفطر, وإحدى التجارب التي أجريناها تمت في أحد أفران طبخ التبن, حيث تم تعليق الأكياس على خطوطه وضمن مدى حراري يتراوح ما بين 15-30 درجة مئوية, واستخدمنا في ذلك تبن القمح, وبلغت دورته الإنتاجية نحو 30 يوماً فقط.
الفلاح أيمن الهواش حدثنا عن طريقة وآلية هذه الزراعة بالقول: يتم تحضير كمية من التبن تتناسب مع الكمية المطلوب إنتاجها يتم وضعها في إناء كبير ويضاف إليه الماء, ليسخن لمدة لا بأس بها, ثم يصفى التبن بشكل كامل من الماء, ليتم بعد ذلك إعداد البيئة الملائمة بواسطة التعبئة في أكياس من النايلون الأبيض حصراً, حيث يتم ترتيب التبن أولاً, فطبقة من القطن الرقيقة فبذور الفطر المحضرة مخبرياً, وهكذا حتى امتلاء الكيس, الذي يعلق على ارتفاع متر من الأرض بعد إيجاد فتحات في الأسفل لتصريف المياه الزائدة إن وجدت, وتترك في أجواء رطبة معتمة, وعندما يبدأ الفطر بعملية الإثمار بعد نحو 20 يوماً يتم فتح شقوق مسارات في أماكن متنوعة من الكيس ليتمكن الفطر من النمو فوق سطحه, وهكذا يستمر الإنتاج لفترة تصل إلى شهرين, وتتم زراعته في الظروف الرطبة بدءاً بشهر تشرين الثاني وحتى شهر آذار من كل عام.