أما علي فيبلغ من العمر خمس سنوات ، وأخيراً يوشع وعمره سنتان.
استشهد المساعد أول البطل الذي تم منحه رتبة ملازم شرف بتاريخ 5/6/2011 في مفرزة جسر الشغور.
زوجة الشهيد قالت: زوجي لم يذهب رخيصاً، فقد تم تكريمه وتكريمنا مضيفة نعم لم يذهب رخيصاً، فقد قدم روحه لهدف سام ونبيل.. إنها وحدة الشعب السوري وعزته وكرامته...
لقد كان زوجي مؤمناً بتلك الأهداف وبعدالة القضايا التي تدافع عنها سورية وتتحمل لأجلها عداء الخونة والمتخاذلين في الداخل، والمتربصين بنا الشر في الخارج..
وقالت: الأهم من كل ذلك أن زوجي الشهيد كان مؤمناً بقضاء الله وقدره، وأن الأعمار بيده وحده، كما كان مؤمناً بأن الشهادة ترفع الإنسان درجات عالية عند ربه وبين أهله وذويه.
وبابتسامة حزينة تستذكر ما كان يدور بينها وبين زوجها قبل استشهاده بأيام قليلة: قبل بضعة أيام على استشهاده كنت جالسة وإياه وكان التلفزيون يعرض صوراً لعدد من الشهداء ، فبكيت.. وحينها قال لي بشيء من عدم الرضا: لماذا تبكين.. إن هؤلاء الشهداء قضوا لأجل مستقبل سورية، مستقبل شعبها، مستقبل أطفالهم وأطفالنا.. إنهم فداء عن هذا الشعب، عن كرامته وعزته.. إياك إذا استشهدت أن تبكي... أريدك أن تفرحي وتزغردي.. وإياك أن تخافي على الأولاد لأن من خلقهم يتكفل أمرهم وقال لي: نعم افرحي ... ولاتخافي.. فالأعمار بيد الله وحده.. ولا أحد يرحل قبل يومه.
وأضافت : كان كلامه صحيحاً.. فبعد استشهاده بوقت قليل اتصلوا بنا من القيادة.. وأبلغونا أن السيد الرئيس بشار الأسد يرغب باستقبالنا وتتابع لقد خرج السيد الرئيس لاستقبالنا إلى خارج القاعة.. وكذلك فعل في توديعنا.. والأهم محبته الصادقة التي غمرنا بها... لقد طلب منا الحديث بحرية تامة بعد أن قدم لنا التعازي وكان حزيناً لحزننا...
ابن الشهيد علي البالغ من العمر خمس سنوات قاطع والدته وقال: قلت للسيد الرئيس بشار الأسد « أنا بحبك كتير وزعلان منك.. فسألني : لماذا أنت زعلان مني؟ فقلت له: لأنك يجب أن تسجن الحرامية والمخربين».
ابتسمت والدته.. وقالت: بالفعل هكذا قال للسيد الرئيس. جدير بالذكر أن والدي الشهيد متوفيان.