تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسالة من وحيّ وطن

رؤية
الأحد 9-10-2011
فادية مصارع

بحب الأوطان عمرت البلدان .. هكذا يقال، وحبّ الوطن فطرة جُبلت عليها الكائنات، فحتى الطيور تأوي إلى أوكارها وتحن إلى أعشاشها، وثمة نعمتان مجحودتان الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان،

وقديماً كان الشعراء حين يشتاقون للحبيبة يرونها في مكان من أرض وطن.. فهي سقط اللوى والدخول وحومل، وهي برقة ثهمد وحومانة الدراج والمتثلم وهي مراجيع وشم في نواشر معصم، لذلك كانوا يقفون على الأطلال باكين يحيّون المنازل من ذكرى حبيب ومنزل وللأوطان في القلوب منازل لاتباع ولا تشترى ولايساوم عليها.‏

في زمن الاضطرابات والعواصف والأهواء والأنواء والفتن ماأحوجنا إلى أول منزل إلى حضن دافئ ومظلة نتفيأ تحتها تقينا من نوائب الزمن وعوادي الأيام، وتحمي مبادئنا وقيمنا وثوابتنا، فالمواطنة ليست كلمات تردد ولاشعارات ترفع، إنما فعل وعمل إذ لاقيمة للإنسان من دون وطن.‏

لكن للوطن حقوقاً ولعل أهمها حمايته وصونه من الضياع والذود عن حماه وحدوده فله وبه نكون، ما أثار شجوني في الحديث عن أرض عليها مايستحق الحياة رسالة وردتني عبر البريد الالكتروني من شقيق فلسطيني مقيم ولاأقول «لاجئ» في سورية موطني وهي تحت عنوان (لست منهم ولامنكم اغتيال وطن) ومنها أقتطف:‏

إني صوت فلسطين لاجئ في أرضكم بوطن وبلا وطن.. غصة في صدري أنني في غير بلادكم مرفوض في كل وطن، لن تعلموا معنى كلامي أو شعوري حتى تذوقوا حسرة حرمان الوطن فلا تنساقوا في غوغائكم لاهثين وراء دمار الوطن.‏

قسماً بالإله لست منهم ولامنكم أنا محب حيادي للوطن، أرضكم أنشأتني، حملتني.. ربتني، تبنتني.. فترعرعت في قلب الوطن فلا تفطروا قلبي الجريح وتقتلوا الروح في جسد الوطن فدموعي بعد لم تكفكف من خسارة ما سبق لي من وطن أو تقتلون القتيل مرتين حرام عليكم اغتيال وطن.‏

fadiamsr@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية