فلا تلبث أن تهتدي إلى بداية الطريق حتى تأتيها زوبعة تشتت الانتباه وتطوي جهوداً مضنية بين دفتي كتاب النسيان .
كرتنا المنهكة من تراكم الفشل وترسب العشوائية تبحث في سطور الغد عن أبجدية جديدة , تنظم من حروفها واقعاً يستحق أن يكون ركيزة لمستقبل واعد , ودأبها أن تجد ما يعينها على بناء نفسها إدارياً , بعد أن وصلت إلى مستوى فني يعكس رغبة جامحة للتطور والارتقاء , ولا يتماهى مع عمل تنظيمي يفتقد أبسط المقومات والبدهيات .
إدارة شؤون الكرة منوطة باتحاد اللعبة شكلاً ومضموناً , ولا حديث عن واقع كروي بمنأى عن الاتحاد كمؤسسة وأشخاص على حد سواء ! ولكن لابد من التساؤل عن مدى مسؤولية المؤسسة عما يجري في بؤرة الحدث والأروقة وخلف الكواليس ؟! وهل تكمن الإشكالية في الأشخاص الذين تعاقبوا على إدارة الاتحاد ؟ أم في هيكلية المؤسسة والآليات التي تقاد بها الأمور والأساليب التي تفرز أشخاصاً يحتلون مواقع القرار في المؤسسة الكروية ؟ وبعبارة أكثر دقة وبساطة , هل تنتهي مشكلاتنا الكروية برحيل هؤلاء وقدوم آخرين ؟ أم إن المسألة لا تعدو كونها برمتها , أحجار شطرنج على رقعة بالية ومهترئة ؟ وفي الطرف المقابل لا نستطيع تبرئة ساحة البعض ممن حولوا كرتنا إلى ميدان لتصفية الحسابات والصفقات والمصالح الفردية الضيقة , ولم يتورعوا عن تسريب المعلومات والأسرار , للإضرار بمصلحة المنتخبات , لغايات شخصية بحتة ! وقد استعادوا نشاطهم مؤخراً , بتصدير اشاعات عن وجود تزوير في أعمار بعض لاعبي منتخبنا الناشئ , ونية الاتحاد الآسيوي استبعاده من النهائيات القارية , بعد أن بلغها بجهد وعرق لاعبيه وكوادره الفنية والإدارية !! وإن كنا نؤكد على أن هذه الشائعات لن تفت في عضد منتخبنا ما دام مسؤولوه على يقين كامل أن عملهم سليم وأعمار اللاعبين نظامية , إلا إن من الحتمي معرفة هوية من يروج لهذه الشائعات , وماهي دوافعه , ثم محاسبته وتنقية الأجواء منه ومن أمثاله .