وقالت احزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية في بيان لها أمس تلقت سانا نسخة منه ان هذا الاسلوب غريب عن سلوك مجتمعنا وان هذه الجريمة تستهدف اثارة القلاقل والفتن وضرب استقرار محافظة الحسكة.
ودعت الاحزاب الكردية المواطنين الاكراد في سورية الى اليقظة والحذر من الاهداف الخطيرة التي تكمن خلف هذه الجريمة النكراء وطالبت في الوقت نفسه السلطات بالاسراع بالكشف عن الجناة منفذي الجريمة.
من جانبه اعتبر عمر أوسي رئيس المبادرة الوطنية للاكراد السوريين أن جريمة اغتيال المعارض الوطني الكردي مشعل تمو تندرج في اطار المؤامرة التي تتعرض لها سورية وتنفذها جهات خارجية ومجموعات ارهابية مسلحة في الداخل بهدف تصفية الشخصيات السياسية والاكاديمية والدينية المعروفة واشعال نار الفتنة بين الاكراد في سورية وبين الدولة.
وأضاف أوسي في حديث للتلفزيون السوري أمس ان هؤلاء المتآمرين الذين يقتلون الناس في الشارع لم يرق لهم استتباب المشهد السياسي الكردي خلال الازمة التي تمر بها البلاد منذ فترة فأرادوا استغلال جريمة الاغتيال للعب على الورقة الكردية ودغدغة عواطف الاكراد لاثارة القلائل والفتنة في سورية وافتعال صدامات.
وأكد أوسي أن المجموعات الارهابية المسلحة والدوائر الخارجية المعادية لسورية هي التي تقف بشكل قطعي وراء هذا الاغتيال لانها وبعد أن فشلت فشلا ذريعا في هجمتها الشرسة لجأت الى أعمال التفجير والفوضى والتخريب واغتيال الشخصيات المعروفة من شرائح مختلفة وهم الان يلجؤون الى استجرار الدم الكردي لتحريض الاكراد في سورية باتجاه استعمالهم كرأس حربة وكحصان طروادة في مشروعهم التآمري الخارجي ضد سورية.
وقال أوسي ان الاكراد في سورية وكباقي فئات الشعب السوري لن تنطلي عليهم مثل هذه المؤامرات ولن ينجروا الى عمليات الفوضى والتخريب ومهما ارتكب المجرمون من جرائم في هذا البلد ومهما صرف المتآمرون من مليارات لزعزعة الامن والاستقرار في سورية فلن يستطيعوا ركوب الموجة الكردية فالاكراد متخندقون في خندق الوطن لانهم وطنيون بامتياز وهم مع برنامج الاصلاح وهذا هو قرارهم النهائي.
محللــون: جريمة الاغتيال تندرج ضمن مخطـط خارجي لتأزيــــم الوضع الداخلي وتبريـــر التدخــــل الأجنبـــــي
كما استنكر الدكتور سعيد دياب رئيس حزب الوحدة الشعبية الأردني اغتيال المعارض الوطني مشعل تمو معتبرا أن عمليات الاغتيال التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة وتستهدف الرموز الوطنية والعلمية تهدف إلى تأزيم الوضع الداخلي في سورية وخلق ذرائع ومبررات للقوى الخارجية للتدخل في شؤونها الداخلية والمساس بوحدة التراب والدولة ومقدراتها.
وحذر دياب في حديث للتلفزيون السوري من المحاولات الأمريكية والصهيونية المعادية للأمة العربية عموما وسورية خصوصا لزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد مؤكدا أن على كل القوى الوطنية في سورية مواجهة التحديات الخارجية التي تقف بوجه طموحات الشعب السوري في بناء دولة ديمقراطية مقاومة للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
من جانبه اعتبر رسمي الجابري المحلل السياسي الأردني أن الهدف من وراء اغتيال المعارض الوطني تمو هو زعزعة الاستقرار في سورية وملاحقة وتصفية النخب العلمية والسياسية ورموز الوحدة الوطنية باعتبار أن ذلك يأتي في مقدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية.
وأوضح الجابري أن الشعب السوري بوعيه وثقته بقيادته قادر على تجاوز الأزمة وإجهاض المشروع الرامي إلى ضرب الوحدة الوطنية في سورية وقال: إن السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد هو من الخلايا المتقدمة في المشروع التآمري وتنظيم فرق الموت كما حصل في العراق ودول أمريكا اللاتينية.
من جهته قال يحيى صليبي المحلل السياسي من فرنسا إن المؤامرة التي يجري العمل على تطبيقها في المنطقة وخاصة في سورية تهدف إلى تفتيتها لخدمة المصالح الصهيونية مؤكدا أن وعي الشعب السوري هو الخط الصلب الذي يواجه هذه المخططات.
وأضاف صليبي ان أعداء الأمة العربية يتاجرون بشعوبها مشيرا إلى أن هذه المؤامرة لا تستهدف سورية فقط وإنما العالم بأسره ما عدا الصهيونية وحتى المجتمعات الغربية مستهدفة فما يحاك لها حاليا هو نفسه ما حضر للمنطقة العربية في مؤتمر هيرتزل بسويسرا عام 1897.
بدوره قال المحلل السياسي عبد العزيز حسن إن اغتيال المعارض الوطني تمو يندرج ضمن مخططات تعمل على تنفيذها جهات خارجية مؤكدا أن الهدف من هذه الاغتيالات هو خلق البلبلة ولكن أبناء الشعب السوري لا يمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه المحاولات أو أن ينجروا وراء من يريدون الخراب والفساد والفتنة في سورية.
وأكد حسن أن الفضائيات المشبوهة والمرتبطة بالخارج ومنها قنوات الجزيرة والعربية وغيرها تلعب دورا كبيرا في التحريض والتخريب ضد وطننا وشعبنا موضحا أن الأحداث الأخيرة وخاصة قصة زينب الحصني أكدت للشعب السوري زيف ومدى تضليل هذه القنوات التي لا تريد الخير لبلدنا.
وأضاف حسن ان اغتيال تمو وغيره من أكاديميين ووطنيين وضباط شرفاء إنما يدل على إفلاس الإرهابيين وخاصة بعدما فشلت الدول الغربية في تمرير قرار حول سورية في مجلس الأمن الدولي معبرا عن شكر السوريين لروسيا والصين على موقفهما الداعم لسورية والرافض للتآمر عليها والتدخل في شؤونها الداخلية.
تشييع جثمان المعارض الوطني تمو
هذا وقد شيع أمس جثمان المعارض الوطني مشعل تمو من مدينة القامشلي الى مثواه الاخير في قرية الجنازية التابعة لناحية الدرباسية بعد أن اغتيل في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة.
وتابع المشيعون مراسم الدفن بمشاركة واسعة من الطيف الاجتماعي والفعاليات السياسية المختلفة معبرين عن متانة الترابط الاجتماعي والوطني في مواجهة محاولات ضرب اللحمة الوطنية وزعزعة أمن واستقرار الوطن.
وقال معذى سلوم محافظ الحسكة في تصريح له: منذ بداية الاحداث والمحافظة هادئة ومستقرة لم يحدث فيها شيء يخل بالنظام ما جعل المجموعات الارهابية المسلحة التي رهنت نفسها للغير بحفنة من المال ولم يرق لها مشهد الهدوء تغتال المعارض الوطني مشعل تمو باطلاق النار عليه وعلى نجله فأردته قتيلا وأصابت الاخير بجروح.
وأضاف سلوم: ان هذا العمل الاجرامي الذي ارتكبته المجموعات الارهابية المسلحة يهدف الى وضع الحسكة ضمن المحافظات التي تشهد أوضاعا أمنية غير مستقرة مؤكدا أن أبناءها بوعيهم وثقافتهم وحضارتهم سيتجاوزون هذا المصاب لتعود الامور الى نصابها الصحيح والمحافظة الى طبيعتها وأصالتها ومواقفها الوطنية.
يشار الى أن تمو أبدى رفضه لدعوات المعارضة الخارجية للتدخل في الشأن السوري ورفض استخدام السلاح وأكدت مواقفه أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية واجراء اصلاحات شاملة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.