تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما تجري رياح «الفيتو» بما لاتشتهي سفن أميركا

الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 9-10-2011
سليمان قبلان

جاء استخدام روسيا والصين للفيتو ضد مشروع القرار الغربي الذي يحاول إدانة سورية بما لاتشتهيه السفن الأميركية فعبرت واشنطن عن غضبها وهددت مندوبتها سوزان رايس وتوعدت بالمضي قدماً في سياسة بلادها وكأنها تريد أن تقول إن الفيتو يجب ألا يُرفع إلا بإرادة أميركية.

فبعد فشل مجلس الأمن في تحقيق حلم أميركي بسبب استخدام روسيا والصين حق الفيتو، قوبل باستياء الحكومة الأميركية وبعض حلفائها، حيث أعربت واشنطن عن غضبها من مجلس الأمن بسبب فشله باستصدار قرار ضد سورية، وصرحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن واشنطن غاضبة من مجلس الأمن، وأضافت أنه حان الوقت للمجلس أن يتبنى فرض «عقوبات صارمة موجهة» ضد دمشق، هجوم الحكومة الأميركية لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزته باستخدامها لمؤسسات ومنظمات تعتبر نفسها إنسانية وهي بعيدة كل البعد عن الإنسانية ضد مجلس الأمن كمنظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية حيث هاجمت الأخيرة مجلس الأمن واعتبرت فشل القرار بأنه «خيانة مروعة».‏

هم يريدون الفيتو لتحقيق مطامعهم ليس إلا، ويظنون أنهم وحدهم المسيطرون على مجلس الأمن وكأنهم لايعلمون أن الفيتو من حق روسيا والصين وغيرهم أيضاً.‏

إنهم يريدون استخدام الفيتو ضد أي شيء يعارض التدخل في المنطقة، ويمنع تحقيق مآربهم، ولننظر إلى بعض قرارات الفيتو الأميركية الصادرة في ظل الإدارات المتعاقبة بالبيت الأبيض، ففي العام 1976 أفشلت الولايات المتحدة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير، وفي إقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 1967 ويدين اقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، وفي نفس العام 1976، فيتو آخر ضد قرار تقدمت به كل من غويانا وباكستان وبنما وتنزانيا يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة الى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة. ومن المثير للسخرية أن تأتي هذه التصرفات من دولة نصبت نفسها مدافعاً عن الحريات والديمقراطية، وهي أكثر دولة تنتهك حقوق الإنسان في العالم، ففي ثمانينيات القرن الماضي شهدت الأمم المتحدة ومجلس الأمن أكبر استخدام للفيتو الأميركي ضد الفلسطينين والعرب، بهدف حماية وتقديم أفضل دعم سياسي للكيان الإسرائيلي، وذلك بإفشال صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بوقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني أو إفشال أي قرار يدين إسرائيل باستخدام القوة غير المبررة، ومن هذه القرارات «فيتو» ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل لضمها مرتفعات الجولان السورية، ومشروع قرار إسباني يدين الغزو الإسرائيلي للبنان، وآخر فرنسي بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.‏

وأجهضت أميركا جميع القرارات الدولية المؤيدة للحق العربي الفلسطيني، إذ استخدمت النقض «الفيتو» 82 مرة ضد مشاريع قرارات دولية، وكان أكثر من نصف هذا العدد قد استخدمته لإجهاض قرارات تدين الكيان الصهيوني إذ بلغت 42 قراراً.! وهي تلوح الآن باستخدام الفيتو رقم 43 ضد اقامة الدولة الفلسطينية وانضمامها للأمم المتحدة.‏

أميركا، للأسف الشديد، وحسبما تشهد الأحداث في المنطقة العربية، تكيل بمكيالين، انطلاقاً من مصالحها الذاتية، من دون اعتبار لمصالح الشعوب الحقيقة، والويل لمن يعترض، سيعاقب إما بالحصار، وإما بتحريض العملاء المأجورين، وعدم التأييد في المحافل الدولية، بل في تثوير الناس ضد حكوماتهم ومساعدتهم على حرق الأخضر واليابس في بلادهم، وإثارة الفتن والقلاقل وإشاعة الأخبار المغرضة.‏

هذه أميركا التي تدعي انها بلد الحرية وضد العزل والفصل العنصريين، استخدمت الفيتو في العام 2003 ضد قرار يطالب برفع الجدار العازل الذي بناه الكيان الصهيوني لفصل وعزل الفلسطينيين، وفي العام 2006 استخدمت الفيتو ضد قرار دولي يطالب بإطلاق سراح المعتقلين المدنيين في سجون الاحتلال.!! وبلا شك فإن قراراتها باستخدام النقض ضد القضايا العربية والإسلامية، خصوصاً مايتعلق بأفغانستان والعراق وإيران وغيرها يطول ذكرها.فما هذا التناقض في النقض الأميركي هذا؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية