تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تطفيش العرسان

مرايا اجتماعية
الخميس 13-10-2011
إعداد: رولا الدرزي

المرأة هي الأمل العذب وفرحة الدنيا وهي أحلى ما في حياة الرجل وهي الهالة التي تشع النور في نفسه، ولا تفارق صورة المرأة رجلاً وقد خلقه الله كذلك ليظل راغباً فيها ومشدوداً إليها.

وسخره وسخر غرائزه لذلك لكي تستمر الحياة.‏

ومع ذلك يعرض معظم الرجال عن الزواج ولا يهتمون بتكوين أسرة إلا إذا كان عند الرجل ثروة كبيرة ويريد أن يتركها لنسله..‏

وهنا يتبادر إلينا السؤال التالي: هل غدا الزواج نوعاً من أنواع الترف بعد تناقص فرص الزواج وتكاليف المعيشة الباهظة وبتعطل الجامعيين بعد تخرجهم عشر سنوات على الأقل والعجز عن توفر السكن؟‏

ولا ننسى أنه إذا تم تعارف بين شاب وشابة وقررا الزواج، تظهر العقبات المعتادة، مثل البنت لا تتنازل عن حقوقها في المهر والشبكة وضرورة وجود البيت وتأثيثه بأفخر الفرش والأثاث.‏

وما يزيد مشاق الزواج أن معظم الرجال يشترط امرأة بيضاء ، بقوام رشيق، جمال ساقيها وعينان خضراوان.. الخ.‏

هذا وإن التمسك بشروط الجمال شرط يتساوى فيه كل الرجال.‏

وتحدث د. محمد شعلان أستاذ الطب النفسي عن تأخرسن الزواج وتأثيره في نفسيات البنات حيث قال:‏

إن ظاهرة ارتفاع سن الزواج ظاهرة قاتلة لأن الإنسان يحتاج إلى إشباع غريزته الجنسية.‏

أما رأي علماء الدين فكان:‏

إن أزمة السكن ترغم الشبان على الإحجام عن الزواج وهي حيلة فعالة لتحديد النسل لكنها ذات خطر شديد على المجتمع وعلى حياة الجنسين من الذكور والإناث، وإذا استطاع المتدينون أن يخفظوا فروجهم، فإنهم لا ينجون من آثار الكبت وثوران الغريزة وقلق الأعصاب ولابد من تفكير جاد في حل هذه المسألة.‏

وهنا سألنا الشابة روعة الجامعية والتي تعمل في احدى شركات الاستثمار، هل تهتم البنت الجامعية بالزواج، أم يتضاءل اهتمامها إذا أتمت استعدادها للحياة بالعلم والعمل؟.‏

فأجابت: قلت فرص زواج البنات بسبب تكاليف المعيشة الباهظة وتعقد الحياة الاقتصادية ما جعل من الزواج نوعاً من الترف.‏

وأدهشني جواب هلا عندما سألت عن رأيها عن فكرة العريس والزواج حين قالت: إن أكثر البنات أصبحن عوانس بالرغم من حسن أخلاقهن وجمالهن فهل يا ترى الزواج قسمة ونصيب أم هناك وسائل تساعد على الزواج؟‏

سارة طالبة جامعية: السن المناسبة لزواج شابة جامعية هي ما بين العشرين والخامسة والعشرين بعد انتهاء تعليمها الجامعي حين تكون قد نضجت عقلياً بالقدر الكافي الذي يؤهلها لاتخاذ قرار سليم في اختيار شريك الحياة.‏

وفاجأني أن إحدى الشابات ليلى تتحسر على انتهاء عصر الوسيطات، والوسيطة هي الخاطبة لأن العصر الحالي أصبح يستنكر هذه الطريقة في الزواج ويعتبرها تخلفاً ولم يظهر لها بديل.‏

وقد نشرت إحدى الصحف الرسالة التالية:‏

من طبيبة من أسرة ميسورة جداً وتدرس الماجستير تريد..؟‏

وكان رد المحرر: رسالتك لا تثير السخرية وإنما تيثر الألم وهي مشكلة حقيقية من مشكلات هذا العصر.‏

حتى ولو استخدمنا خاطبة الكترونية في التوفيق بين راغبي الزواج، فلن تستطيع حل هذه المشكلة بمجهودها وحدها فهي ترتبط ببنيان المجتمع نفسه وبمتاعبه الاقتصادية وحيرته وعجزه أمام مشكلة المشكلات، وهي شقة الزواج.‏

فالظروف الاقتصادية اليوم تجعل من العسير على الرجل أن يواجه وحده مطالب الأسرة المادية مهما كان مرتبه بسبب غلاء المعيشة في الدنيا كلها وليس عندنا وحدنا.‏

ففي احصائيات لمقياس سن الزواج بالمدينة فقد ارتفعت عند الرجال إلى 40 سنة أما البنات إلى 30 فما فوق.‏

وأما بالريف ارتفعت سن الزواج للرجال إلى 35 سنة أما للبنات إلى 25 سنة.‏

وكما نرى الأسباب كما يقول الدكتور الباحث محمد فتحي هي:‏

1- ضعف الروابط الاجتماعية لتعقد أنماط الحياة ومشكلاتها.‏

2- ظروف اقتصادية واجتماعية، مثل إقبال البنات على استكمال التعليم في الجامعة.‏

3- اختفاء الخاطبة‏

أخيراً:‏

إن مشكلة الزواج وبالأحرى تطفيش العرسان مشكلة كبيرة جداً، ومن الواجب علينا كمجتمع وكجمعيات خيرية من كبار السن وذوي العقل الراجح يتسيير التعارف بين راغبي الزواج من الجنسين ودراسة الأسباب والمشكلات التي تعوق الزواج، وحلها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية