وليثبت أن باستطاعة المؤلف زيادة عدد قرائه على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة في بلدان يصعب على قرائها الوصول الى كتبه, وهو بذلك يفتح باب النقاش حول أعماله مع معجبيه ويشجعهم على التواصل معه ومناقشة تفاصيل ماجاء في رواياته.
لقد ساهمت فلسفة كويللو هذه ببيع عشرات الملايين من كتبه التي من بينها العنوان الشهير «الخيميائي» الرواية الرمزية التي تصدرت مبيعات الأعمال الأدبية العالمية حسب تصنيف صحيفة نيويورك تايمز على مدى 194 أسبوعا.
كويللو وفي عامه الرابع والستين نشر روايته «ألِف» (الحرف الأول في الأبجدية) وفيها يتحدث عن تجلياته مع عيد الغطاس عام 2006 حين قام برحلة آسيوية على متن قطار عابر لسيبيريا أي أن الرواية ماهي الا تجربة واقعية من حياته.
يقول كويللو: لم يستغرق في كتابة روايته هذه إلا ثلاثة أسابيع في حين أمضى أربع سنوات في التحضير لها بجمع الوثائق اللازمة وبعد الانتهاء من كتابة هذه الرواية يبدو أن كويللو أصبح شخصية صوفية على موقع تويتر حيث يكتب بالانجليزية والبرتغالية مكونا بذلك شبكة بلغ قوامها 2.4 مليون من الأصدقاء ليتابع بعدها عرض أعماله وتقديم عناوينه لمواقع يمكن مراجعة اعماله عليها مجانا وبذلك يتواصل مع قرائه ويطلب منهم شراء نسخة في حال أعجبتهم الرواية منوهاً في الوقت ذاته أن لا خطر أبدا على صناعة الكتاب جراء ذلك وأن اطلاع القراء على محتوى أعماله لايهدد صناعة الكتاب الورقي.
في لقاء معه في جنيف حيث يقيم أجاب كويللو عن بعض الأسئلة التي تخص روايته «ألِف».
إلى أي حد يمكن أن يكون الكتاب سيرة ذاتية حيث يبدو البطل مألوفا وأنت كاتب شعبي تجوب الافاق بحثا عن الروحانية يجيب كويللو: إنه يتعلق بتجاربي الشخصية 100% وهو بعيد عن الخيال فقد عشته واقعا وكان علي أن اختصر الكثير وفي الحقيقة أرى هذا الكتاب رحلة الى الذات وهو ليس رواية انما قصة حقيقية.
وعن سؤال: كيف يرى كويللو سلوكه بتوزيع أعماله على مواقع التواصل والتي بدأها مجانيا ثم تحولت الى عملية ناجحة في البيع.
يقول: عندما اكتشفت أن أول طبعة تمت قرصنتها قررت اطلاق أعمالي على خطوط التواصل الالكتروني وكنت يومها في روسيا قررت نشر هذه النسخ الافتراضية فاستطعت بيع 10000 نسخة في السنة الأولى ليقفز الرقم الى 100ألف نسخة في السنة الثانية وهكذا بدأت بطرح الكتب الأخرى على المواقع اذ كنت أعلم أن القراء ما إن يبدؤوا بقراءة أجزاء صغيرة حتى يشتروا العمل بعد ذلك وفعلا بدأت مبيعاتي بالتصاعد.
ويضيف كويللو ردا على تعليق بأنه أصبح من أكبر نجوم شبكات التواصل الاجتماعي: نعم لقد أصبحت مولعاً بـ «تويتر» اعترف بذلك وأنا موجود على الموقع صباحا مساء مع أني أجد نفسي متعبا عندما أكتب اثنتي عشرة ساعة،غير أني سعيد باتباع هذه الوسائل للتواصل مع قرائي فأنا أستخدم تويتر والفيس بوك وصفحتي لتبادل الافكار والتشارك مع قرائي وهذا مالا أستطيع فعله من خلال كتابي الورقي.
لقد وصل عدد أصدقائي اليوم الى ستة ملايين صديق على الفيس بوك أليس أمرا مدهشا.
باولوكويللو المولود في ريودي جونيرو عام 1947 عمل في التمثيل والمسرح والتأليف الغنائي والصحافة قبل أن يصبح روائيا.
عرف عنه ولعه بالعوالم الروحانية ولهذا جاب الافاق بحثا عن أسرار المجتمعات وقد ذهب الى مقام القديس جايمس في كومبوستيلا مشيا ليكتب عنها روايته «الحج».
تحدث عن الحب كثيرا في رواياته وعنه يقول: الحب هو الذي غير حياتي.
الحب موجود في داخلنا وعلينا أن نوقظه لكننا نحتاج الى الاخر كي نوقظه.
مؤلفاته كثيرة منها: (على نهر بييدرا، هناك جلست فبكيت، فيرونيكا تقرر أن تموت وغيرها....).
لكن روايته «الخيميائي» شكلت ظاهرة عالمية في النشر اذ تميزت بلغة خيالية في التشويق.