تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعرض الدولي الخامس والعشرون للكتاب ..تراجــــــع العناويـــــن النقديــــة

ثقافة
الثلاثاء 11-8-2009م
أديب مخزوم

يدخل معرض الكتاب الذي تقيمه مكتبة الأسد على أرض مدينة المعارض الجديدة عامه الخامس والعشرين

مؤكداً ارتفاع أسهمه برصيد وافر من الخبرة والثقة والتفاعل الجدي ليس بحكم العامل الزمني وحده، وإنما بمظهره التنظيمي والاحتفالي في مساحة رحبة وفسيحة.‏

غير أن المعرض لاتزداد أهميته بتوسيع رقعته فحسب وإنما بمقدرته على توسيع رقعة جمهوره واستحداث وسائل تربوية واضحة وحديثة وقادرة على إزالة مسافات العزلة الخانقة القائمة بين الناس والقراءة في عالمنا العربي.‏

ويكتسب معرض الكتاب أهمية خاصة في هذا التوقيت بالذات، حيث يتزامن مع شحوب البرامج التي تطلقها عادة المراكز الثقافية ويترافق أيضاً مع شلل صالات عرض الفن التشكيلي، مايزيد من احتمالات وضعه في دائرة الاهتمام الإعلامي والنقدي.‏

واللافت أن المعرض يحاول في عيده الفضي أن يقتدي بمعارض الكتب الكبرى، ولهذا يمكن اعتباره من أنجح معارض الكتب عندنا تنظيماً وترتيباً، والسؤال البارز هنا: هل سيستمر في دوراته القادمة في مدينة المعارض الجديدة، أم أنه سيعود الى مساحته الضيقة السابقة؟‏

إنه سؤال مفتوح للنقاش لأنه يقودنا إلى ملامح المرحلة القادمة التي تشجع على دعوة أكبر عدد ممكن من دور النشر المحلية والعربية والأجنبية.‏

ليس المهم طرح الأسئلة وإنما الوصول إلى أجوبة تساهم في تحديد مواقع الخلل وتعمل على تجاوزها في ضوء هذا التراكم الكمي على حساب النوع والجودة والإبداع، فدور النشر لاتزال تبني خططها المستقبلية على منطلقات ثابتة لاتستطيع تجاوزها لأن خروجها عن ذلك يعتبر بمثابة مجازفة تعرضها لخسائر مادية كبيرة وفادحة.‏

تراجع العناوين النقدية‏

إن المعالجة الحقيقية للأزمة عصية ومتشعبة الأسباب ولعل خير تعبير عن الضياع وفقدان المعايير هو تراجع حجم الاصدارات النقدية العلمية والعقلانية في المجالات الفنية والأدبية كافة وطغيان الوهج الاستهلاكي والخرافي الذي يفرض نفسه في كثير من الأجنحة المكتظة بجمهور من مختلف الأعمار والجنسيات، وفي ظل هذه المظاهر السلبية الارتدادية إلى ثقافة القرون الوسطى لايمكن اعتبار تدافع الجمهور إلى المعرض بمثابة معايير ايجابيةو لاسيما أن هناك نوعية من الناس تقتني الكتب الأنيقة والفاخرة ليس حباً بالقراءة والاطلاع والمعرفة وإنما لإيهام الاخرين أن لديها اهتمامات ثقافية وهذه إحدى مظاهر الترف الثقافي الذي يرافق صعود موجة من الأثرياء الجدد.‏

ارتفاع الأسعار‏

فعلى الصعيد الشكلي تظهر في معرض الكتاب بعض المظاهر الإيجابية أما من حيث المضمون الجوهري فالأمر مختلف وقد تكون الصورة مقلوبة ولاسيما مع الارتفاع الجنوني لأسعار بعض الكتب والتي تبقى في متناول الطبقات الميسورة.‏

إن الكتاب يشكل في النهاية الوجه الحضاري الذي تقاس من خلال ارقام توزيعه ونوعيته الحركة الانمائية والثقافية كونه المادة التوثيقية الأساسية والأكثر قدرة على البقاء والخلود والتواصل مع الاجيال المتعاقبة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية