فإن أبا لهب أطلق لحصانه عنان الشعر وعاش مقولة:
(ولد الهوى والشعر ليلة مولدي وسيحملان معي على ألواح) وختم أبو لهب:( يبدو أنني مستمر في ارتكاب الحماقات حتى انتهي في الحماقة الكبيرة الأخيرة : الموت).
هكذا ياعلي يضج بنا نبأ وفاتك الذي سبق وأعلنت عنه ويتركنا في دوامة الحيرة.
لايسعنا إلا ترديد مقولة المتنبي مشدوها لسماع نبأ وفاة من أحب:طوى الجزيرة حتى جاءني خبر/ فزعت فيه بأمالي إلى الكذب، ولم يترك أصدقاؤك ومن تبقى منهم فسحة إلى تكذيب الخبر وهم كثر: وهذا ابو الوليد يوسف سامي اليوسف يؤكده بهاتف مقتضب كان ابو لهب صديقاً ودوداً عذب المعشر لطيف العبارة محباً لأصدقائه وكان مؤنساً ومبهجاً ومبتهجاً ولايراه أحد إلا شعر بالسعادة لن أنساه ماحييت.
وأكاد أسمع هاتف رفيقك ممدوح عدوان الذي أبى إلا أن يرحل قبلك وقبل أن تتحقق أمنيته حيث يقول: كنت أتمنى أن أغمض عيني لدقائق يختفي فيها علي الجندي من الوجود لأرى ماذا ستكون عليه الحياة في غيابه لأنني أتخّيل علي الجندي يراقبني أكتب أي عبارة.
أعجز الآن أنا عن تصديق أنك أصبحت في خبر كان أيها القريب الحبيب يا أبا لهب يا علي الجندي..