وبدأت الورش الخدمية عملها بالاصلاح والترميم وإزالة آثار الاعتداءات في مختلف مناطق المدينة.
«الثورة» اضافة إلى حوالي 80 ممثلاً لوسائل الاعلام المحلية والعربية والأجنبية اطلعت يوم الخميس المنصرم على آثار التخريب المتعمد وآثار الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة التي قامت بها المجموعات الارهابية المسلحة.
عودة الحياة الطبيعية
وكان السيد غسان عبد العال محافظ حمص أدلى بتصريح لممثلي وسائل الاعلام في بداية الجولة أشار فيه إلى أن الحياة الطبيعية بدأت بالعودة بشكل تدريجي إلى مدينة الرستن وأن العمل جار لاعادة تأهيل المؤسسات التي تم الاعتداء عليها من قبل المسلحين مؤكداً أن ظهور مسلحين في المدينة وقيامهم بأعمال الترهيب والاجرام خلق حالة من الخوف بين المواطنين الأمر الذي استدعى تدخل الجهات المختصة لانهاء المظاهر المسلحة وعودة الأمن إلى ربوع المدينة.
وبين المحافظ أن عمليات اعادة تأهيل المرافق والمؤسسات العامة بدأت وستتم ملاحظة مظاهر التحسن خلال الأيام العشرة المقبلة مشيراً إلى وجود خسائر كبيرة نتيجة أعمال التخريب التي قامت بها المجموعة الارهابية المسلحة.
وفي اشارة إلى الوضع في مدينة حمص أشار المحافظ إلى أن من أسباب استهداف المحافظة من قبل المسلحين هو حدودها الطويلة مع كل من لبنان والعراق التي تم استغلالها من قبل تجار السلاح لادخال كميات كبيرة من الاسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار فيها لافتاً إلى تحسن الأوضاع في المدينة نحو الافضل باستثناء وجود بعض الأعمال الجرمية التي تعكر حياة الناس فيها والتي تشمل السرقات والجرائم الجنائية وجرائم الثأر وأعمال التهريب وتصفية الحسابات التي يقوم بها المجرمون مستغلين انشغال الشرطة والأمن بالتصدي للمجموعات الارهابية المسلحة.
مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة
دخلنا مبنى المركز الثقافي في مدينة الرستن حيث اطلعنا والوفود الاعلامية على كميات كبيرة من مختلف صنوف الأسلحة تم ضبطها من قبل الجهات المختصة وأفادتنا المصادر العسكرية أن هذه الاسلحة غيض من فيض كميات أخرى تضم المتفجرات والعبوات الناسفة التي تم زرعها في أماكن كثيرة من المدينة اضافة لمجموعة من قاذفات «آر بي جي» ورشاشات متوسطة وثقيلة وبنادق كلاشينكوف وبومباكشن وقناصات وقنابل يدوية بعضها اسرائيلي الصنع اضافة لكميات كبيرة من الطلقات على مختلف أنواعها.
لقاءات ميدانية
انطلقنا في جولة لاستطلاع أحوال المدينة والأهالي فكانت البداية مع طلاب المدارس الذي صادف تواجدنا في المدينة عودة المدارس في يومها الأول.
منذر حداد وصلاح عبيد أطفال ارتسمت البسمة بحياء على محياهم وهم يخبرونا عن مدى فرحتهم بعودتهم للمدرسة ولقاء الأصدقاء بعد اقامة جبرية في المنازل فرضها عليهم الواقع المخيف الذي حاول الارهابيون اسباغه على المدينة..
يقول منذر: كنا لا ننام أحياناً من صوت الرصاص في الليل وسماع أصوات المسلحين يطالبون الأهالي بعدم الخروج من المنازل كما انهم كانوا في أيام الجمعة يجبرون الكثيرين على الخروج في المظاهرات.
والآن منذ خمسة أيام ننام بهدوء وأتمنى أن يعود جميع أصدقائي إلى المدرسة حتى نلعب معاً.
أبو نواف «متقاعد»: لم نعهد هذه الحالة قبلاً فقد عشنا أياماً من الترهيب والخوف حتى اننا كنا لانصدق إن كان هذا كابوساً أم حقيقة فقد انتشرت الحواجز والمظاهر المسلحة في كل أرجاء الرستن ومنعنا من الخروج من بيوتنا وتم احراق الممتلكات العامة والاعتداء عليها فقد قامت الجماعات الارهابية المسلحة بالاعتداء على النادي الرياضي في المدينة ونهب محتوياته التي تقدر بملايين الليرات كما تم احراق مبانٍ عامة خدمية أخرى بعد أن تم نهبها وسرقة محتوياتها.. أستغرب أن يكون هؤلاء الأشخاص يطالبون بالحرية.. أي حرية هذه؟ إن كانوا يريدون القتال فليذهبوا إلى فلسطين والجولان وجنوب لبنان وليقاتلوا ويدافعوا كما يدّعون.. أما أن يقتلوا أبناء جلدتهم فهذا الكفر بعينه!!..
خالد شباكي - 13 عاماً: تركت المدرسة منذ عام وأعمل حالياً في محل تجاري أريد أن أرسل رسالة للسيد الرئيس وأقول له أنا وأصدقائي نحبه كثيراً ولا نريد رئيساً غيره ونطلب منه أن يعيد الأمان إلى سورية والرستن حتى نستطيع أن نتنقل ونلعب كما كنا في الماضي.
محمد سيوب - معهد متوسط: كان الوضع مخيفا فقد كنا نرى بأم أعيننا المسلحين وهم يقومون بزرع الألغام والمتفجرات في الشوارع ويقتحمون المباني ومن ثم يحرقونها او يفجرونها فقد ألحقوا خسائر كبيرة بالمرافق العامة والخدمية الحيوية حتى ان الصيدليات والمحلات التجارية لم تسلم من اعتداءاتهم .. لكن دخول الجيش ساهم في إنهاء هذه المظاهر المسلحة وبدأ الهدوء يسود ربوع الرستن كما ان الجهود بدأت لإعادة ماتم تخريبه وتدميره.
مصطفى فرزات «يعمل بتجارة الحبوب» : الواقع الآن أفضل بكثير حيث عدنا لممارسة أعمالنا والتنقل بحرية افتقدناها نظراً لأجواء الخوف والرعب التي عاشتها المدينة خلال الأشهر الماضية وقدر جهود وتضحيات الجيش التي أعادت المدينة لوضعها الطبيعي إضافة لمساعدته الأهالي في تقديم الخدمات المطلوبة.
أما السبعينية أم حسني التي كانت تحمل فوق رأسها كيساً من الزيتون والتي اجتذبت معظم ممثلي وسائل الإعلام حولها فقد اختصرت كلماتها بالدعاء ان يعم الأمان هذا الوطن ويبعد هذه الشرور والمحن عن أهله ويصلح الأمور ويعيش الجميع بسلام.
***
الرستن .. وموقعها الاستراتيجي
تجدر الاشارة الى ان مدينة الرستن تابعة لمحافظة حمص تنتصف الطريق مابين حمص وحماة حيث يمر نهر العاصي وقد عمق مجراه عن السهول المجاورة نحو سبعين مترا ورسم انعطافا نحو الجنوب والشرق.
ترتفع عن سطح البحر نحو 800 متر وتعتبر في جزئها الشرقي جزءاً من البادية السورية في حين ان غربها وجنوبها من اكثر الترب خصوبة.
تشتهر الرستن بزراعة الفواكه واللوزيات والحمضيات والحبوب لذا ليس من المستغرب في ظل هذا الموقع الاستراتيجي لمدينة الرستن ان تستهدف من قبل المجموعات الارهابية المسلحة لتقطيع اوصال المنطقة في قلب سورية وبالتالي توجيه ضربة لهذا القلب علّها تفلح في الوصول الى غاياتها الاجرامية بتفتيت وتدمير الوطن الاكبر سورية كانت رديفا لها في هذا الخط التآمري قنوات التضليل التي أشبعت المتلقي شرحا وتفصيلا في نشراتها ومواجزها الاخبارية وبرامجها التحليلية عن مدينة الرستن اضافة للعرض المستفيض لخرائطها الجغرافية والديمغرافية والعسكرية التوضيحية.