ويهدف العمل لتغطية كافة المراحل التاريخية والحضارات التي مرت على المنطقة وقال: د. يوسف كنجو رئيس التنقيب في مديرية الآثار والمتاحف أن البعثة السورية اليابانية العاملة منذ عشرين عاماً في حلب كانت قد قامت في موقع كهف/ الهيدرية/
في شباط الماضي بدراسة للقى الأثرية المكتشفة سابقاً والتي كما دلت النتائج يعود الاستيطان في المنطقة المذكورة إلى ما يزيد عن /350/ ألف سنة قبل الآن وتجسدت الاكتشافات عن وجود ثلاث حضارات مهمة هي/ البيرودية والموسيترية والنطوخية/.
كما اكتشفت شعبة التنقيب في قرية/ المربع/ الواقعة إلى الشرق من ناحية/ حرين/ ثمثالاً جنائزياً طوله /185/ سم ويعود تاريخه إلى العصر الروماني ومنحوت من الحجر الحواري الأبيض وهو عبارة عن امرأة جالسة على كرسي وترتدي ثوباً طويلاً. وكذلك أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف سبعة مدافن أثرية منحوتة في الصخر وجميعها تعود إلى الفترة الكلاسيكية.. أما بالنسبة لأعمال البعثة السورية اللبنانية فقد أوضح د. / كنجو/ بأن البعثة عملت في موقع النبي / هوري/ شمال حلب وتمحور عملها على الدراسة الجيوفيزيائية بهدف الحصول على لمحة حول مخطط المدينة قبل القيام بأعمال التنقيب حيث تعمل البعثة ومنذ عدة سنوات على ترميم الموقع سياحياً.
وفي حين تستكمل البعثة/ الاسبانية/ عملها في موقع تل/ حالولة/ القريب من سد تشرين بغرض الكشف عن فترات الاستيطان التي يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد فإن البعثة/ السورية البولونية/ قد أنهت عملها في تل/ القرامل/ الواقع شمال حلب/25/ كم على الضفة اليمنى لنهر قويق حيث تمثل العمل عن اكتشاف أربعة بيوت دائرية محفورة في الأرض إضافة إلى اكتشاف آثار استيطان أسفل البيوت المذكورة وتعود للألف الرابع قبل الميلاد بما في ذلك اكتشاف عدد من المسننات الحجرية المزخرفة بتقنية عالية وعدد من الأدوات الصوانية المصنوعة من الطين المجفف وخلص د. / كنجو/ بأن نتائج البعثة /السورية البولونية/ التي تعمل منذ عام 1999 كانت مذهلة حيث أعطتنا معلومات عن بدايات الاستقرار الأول للإنسان في المنطقة والانتقال من حياة الجمع والصيد إلى مرحلة سكن القرى والبيوت الأولى وبهذه الاكتشافات اعتبر تل/ القرامل/ من أقدم القرى الأثرية في سورية والعالم.