والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ما يحتاج إليه الزواج شيئاً آخر مختلفاً تماماً عما يوفره الحب؟
لأنه وكما قال كثيرون ممن التقيناهم من الشباب أن المطلب الأهم عند الرجل في شريكة عمره، أن يجد عندها ملاذه والملاذ هنا يعني القدرة على تحمل ظروفه ومواقف الحياة الكثيرة وغير المتوقعة التي قد يتعرض لها مستقبلاً، لهذا ففي الحب كما قال بعضهم قد يقفون وجهاً لوجه أمام فتاة غير مسؤولة مدللة لا تعرف قيمة الوقوف المعنوي مع الرجل ما يجعلنا لا نفكر في الغد، وهذا ما يضع الحب في جهة بعيدة عن منطقة الزواج، الأمر الذي يجعلنا نطرح السؤال التالي.. هل الحب وحده لا يكفي فحين نضع الأمور في ميزان الاختيار نحكم عقلنا ونرجح كفة المستقبل والمنطق!!
وبنظر الكثير من الشباب أن الحب لا يقبل التفاوض ولا المقايضة ولا كلمة «لو» خذها كما هي بعيوبها وتناقضاتها أليست هي الفتاة التي حركت القلب وجعلتك تعرف الحب؟
لذلك لا يجب الفصل بين الحب والارتباط فمن نحب هي نفسها من نختار لبقية العمر وكل شاب منسحب من عهد أو وعد سيكون هو الخاسر أمام نفسه قبل أن يخسر أمام فتاته.
فلو سلم في لحظة سذاجة حبه وحلمه لمحطة نسيان عهد سابق تصميم، لأسباب وإن بدت منطقية في ساعتها فلسوف تمر عليه أيام من الندم حين سيلوح له الحب أثمن من كل الغنائم التي حظي بها وهو يتخلى عن حب حقيقي عاشه.
وأمام هذا الرأي وذاك لا يعني إلا أن أقول أخيراً: إن الحب يغسل الذنوب ويطهر أصحابه من العيوب، فيخرج من يحب من الحكاية طفلاً بلا ماض ولا أخطاء لهذا لا يحق لأحد أن يخطف قلب فتاة وبعد زمن يتخلى عنها وكأن الأمور تحدث ببساطة، فالمخيلة مسؤوليتنا والأحلام مسؤوليتنا كذلك، والوعود حين تمنح ولا تلبى تتحول إلى دين، لا مجرد كلمات نرددها عن الزواج والمستقبل على فتاة صدقتنا حين منحناها وعد زواج فلن نقع في حب من لم نتزوجها ولن نتزوج من لم نحبها.
وحكاية الحب التي تقود إلى الزواج نعيش فرحتها لحظة بلحظة لأن فتاة الأحلام كانت ومنذ البداية زوجة العمر التي يخطط ليحظى بها ولن يضطر إلى الوقوف عند حافة خيار صعب ولم يضطر إلى التفكير وإعادة النظر في المستقبل معها، ويتكلل الزواج في الحب الذي لم يضطر ليكون ضحية كما قد يحدث مع شباب كثيرين.