تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربيعنا العربي .. سيصبح شتاءهم الساخن

مجتــمـــــع
السبت 15-10-2011
ابتسام هيفا

الربيع عادة يرمز إلى التفاؤل والأمل والشمس الدافئة .. ونسمات الصبح العليلة..

عندما كنا صغاراً كنا نحلم بقدوم الربيع .. فهذا الفصل الجميل يحمل لنا بين طياته الفرح واللعب واللهو ..حيث يفتح أحضانه لنا بكل حب وزهو .. نتذكر الورود والأزهار الملونة .. والمروج الخضراء .. ورائحة زهر الليمون ..والغابات الخضراء الجميلة .. ولن ننسى النزهات برفقة الأهل والأصحاب وحفلات الشواء في أحضان الطبيعة الخضراء التي تشبه حضن الأم الحنونة.‏

الحديث عن الربيع يجعل كل شيء أجمل وأحلى وأبهى .. يخط أجمل أيامنا..وأجمل ما فيها أيام الطفولة..وأجمل ما في أيام الطفولة الربيع..‏

كنا نسعد بقدوم الربيع حيث الشمس الدافئة .. ويصبح النهار أطول.. وينبئنا بأن المدرسة شارفت على الانتهاء .. وهذا ما يسعد قلوب الأطفال .‏

يأتي الربيع في شهر آذار حاملاً معه إلينا الكثير من المناسبات والأعياد الجميلة التي تحمل الفرح إلى قلوبنا.. كعيد أغلى مخلوق في العالم وهي الأم .. ويأتي الربيع ومعه ثورة الثامن من آذار ثورة الخير والعطاء والانجازات .. فيها تشرق شمس الوطن ... ويزهر ربيعه أخضراللون ويتجدد فيه العطاء..‏

في المساء كنا نحكي لأولادنا الحكايا عن سحر الربيع في القرية حيث الزيتون والفاكهة الطازجة ..وعن الرحلات والنزهات .. ونعدهم بالسفر في أيام العطل بشهر آذار .. ولكن اليوم إن سألونا أسئلتهم البريئة عن الربيع ماذا سنقول لهم.. هل نقول لهم إن ربيعهم لا يشبه ربيعنا عندما كنا صغارا.. هل نخبرهم أن ربيعهم قادم بلون آخر.. لا يوجد فيه اخضرار ولا أزهار ملونة ولا فراشات.. ولا نزهات.‏

فهم يريدون لنا ربيعاً لونه أحمر .. ويسمونه بالربيع العربي.. لكنه خال من الورود الحمراء ومليء بالدماء .. ربيع يحمل بطياته الذعر والخوف إلى أطفالنا .. ربيع عربي يعد بمزيد من الذبح والقتل وسفك الدماء.. فأي ربيع قادم إلينا .. وماذا سنقول لأطفالنا؟!..‏

هل نقول لهم إن الربيع العربي يحمل مؤامرة على أمتنا العربية .. كلمة مؤامرة تحمل الكثير من المعاني الثقيلة كالتجزئة ، والاحتلال، والقتل ، والتدمير، وسيل الدماء .. ربيع غريب عنا .. لا يمت إلى ربيعنا البريء بصلة.. يحمل إلينا الخوف على مستقبل أولادنا .. حتى أصبحنا نخاف من بعضنا .‏

يا إخوتي في سورية إن ما نعيشه اليوم ربيع سوري موجع.. يحمل إلينا الكثير من الألم .. ومزيد من دماء السوريين الأبرياء.. ولكن عندما يهرب منا الأمان والسلام يجب أن نتكاتف ونحب بعضنا البعض .. وأن نكون يداً واحدة في وجه أعدائنا نتصدى للمؤامرة التي تحاك ضدنا .. عندها سيصبح ربيعنا كما عهدناه .. وستصبح أيامهم شتاء ساخناً يحرقهم بنار الكيد والحقد والكراهية التي يحملونها لنا ولأوطاننا.‏

Ebtesa5m@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية