تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفينيق.. العنقاء والرخ .. ثلاثة أسماء لطائر أسطوري

استراحة
السبت 15-10-2011
محمد قاسم الخليل

أقيمت في الأسبوع الأول من تشرين الأول الدورة الثالثة لمهرجان طائر الفينيق في محافظة طرطوس، وركزت العروض على ملامسة قضايا الناس، وعرض مسرحيات تعكس واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية للناس.

وطائر الفينيق أسطورة قديمة تناقلها العرب القدماء في الجزيرة والشام ومصر والصين واليونان، وهي متشابهة من حيث القصة ومختلفة من حيث الاسم.‏

والقصة عند الجميع أن طائراً جميل الصورة وبهي الطلعة، ولريشه ألوان زاهية وجذابة، يرمز هذا الطائر للخصال الحميدة والأخلاق الكريمة العالية.‏

ويقال إن هذا الطائر يولد كل 500 عام مرة، وبعضهم يقول إنه يعيش ألف عام، ولكنه يموت بأشعة الشمس اللاهبة، ولكنه بعد الموت ينهض من رماده الناتج عن الحرق، ويولد طائر آخر يكمل مسيرة الحياة والإيمان بالخروج من الضعف.‏

وقد وردت هذه القصة في أدب (جبران خليل جبران) كما وردت هذه الأسطورة في بحث للأديب ميخائيل نعيمة، كما تتخذ مدينة غزة من هذا الطائر شعاراً لها.‏

ولطائر الفينيق، أسماء متعددة عند العرب منها (العنقاء) وأحياناً (الرخ) ووردت في رحلات ابن بطوطة أنه شاهد طائر الرخ العملاق، وله بيضة عملاقة.‏

وهو كان ثاني المستحيلات في الزمن القديم، وهي الغول والعنقاء والخل الوفي, ولعل ما يكسب طائر الفينيق الشهرة أنه يستطيع - وقتما يظن من يرقبونه بتشف وهو يحترق أنه اندثر إلى الأبد - أكثر من أي مخلوق آخر النهوض من جديد وتحقيق فكرة الانبعاث مرة أخرى.‏

وتسمية الطائر طائر الفينيق تسمية آشورية، لأنه حسب الأسطورة يعود إلى سواحل فينيقيا، وهي التسمية القديمة لسواحل بلاد الشام.‏

وتقول الأُسطورة إنْ لَم يكُن في عالَمنا إلاّ طائرُ فينيقٍ واحدٌ، كان يسكُنُ ظلالا وارفة وبساتين، وبعد ألف سنة أصبح الطائر يرزح تَحت وطأة عمره الطويل، وأراد أن يَجيء وقتُه فيموت.‏

وشقّ طريقه الى العالم الأرضي، وتَوجَّهَ صوب الغرب، مُحلّقاً فوق أدغال بورما وسهول الهند، حتى وصل فوق أرضٍ شدّتْه إليها رائحةُ بَخور التوابل في مغاور الشرق. نزَل إليها، جمع غمراً من الأعشاب العَطِرة، وحَملها معه الى شواطئ فينيقيا، فَحَطّ في عُبّ شجرة عالية بنى فيها عشَّه من تلك الأعشاب العَطِرة.‏

وكان الْمغيب فراح ينتظر بزوغ الفجر الجديد الذي يؤذّن بموت الطائر، وحين أشرقت الشمس من خلف الأفق العالي، تطلَّع صوب الشرق، فتح منقاره وأنشد أغنيةً لإله الشمس فجاء على عربته. وعند نهاية الأغنية، نهز إله الشمس أحصنتَه فانطلقت بالعربة وفرَّت من حوافر أحصنتها شرارةٌ أصابت عش الطائر، فاحترق العش واحترق فيه الطائر، وانتهت بذلكَ حياةُ الطائر الألفيّ.‏

وفي اليوم الثالث بَزَغ من رماد الطائر الْمحترق طائرُ فينيقٍ صغيرٌ نفَّض جناحيه من الرّماد، وطار صوب الشرق، إلى أبواب الجنة يواكبه رف من الطيور.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية