تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التفاهم التركي- الفرنسي- القطري يتهاوى.. خبراء: إخفاقـهـم في سورية يفقدهم مبررات التحالف

الثورة
صفحة أولى
السبت 15-10-2011
حسين صقر

تواصل تداعيات المخطط التآمري الذي رسمته دول الغرب الاستعماري، ومن معها في المنطقة انعكاساتها السلبية على من حالفوا وعاهدوا أدواتهم في الداخل السوري على إسقاط سورية،

وباتت أصواتهم النشاز مسموعة هنا وهناك وفضح أمرهم ولم يعد أي منهم يتحمل الآخر، حيث تضاربت مصالحهم، واصطدمت وغدا كل منهم أسير مصالحه، كيف لا وقد دخلوا أنفاقاً مظلمة منذ اليوم الأول للأحداث في سورية، وفقدوا البوصلة التي كان من المفترض أن يتحركوا وفقها.‏

تقارير صحفية أشارت قبل أيام إلى حدة السجال بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن إبادة الأرمن قبل أيام، وتبادل الاثنان الاتهامات، ونشر كل منهما غسيل الآخر، واليوم يوجه الأخير الانتقادات اللاذعة والحادة لحكام دول النفط والغاز، وقالت صحيفة «لوكانار اونشينه» الأسبوعية الفرنسية إن ساركوزي وجه انتقادات قاسية لقطر نتيجة تورط الغرب ومعه بعض الدول العربية والإقليمية في المنطقة، والمبالغة في تعميم التوقعات عن قرب انهيار سورية وسقوطها وبالتالي امتثالها لضغوطات الولايات المتحدة وإسرائيل ومن يلف لفيفهم، واعتبر الرئيس الفرنسي أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد خدعه عندما تعهد له بإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب الاعتراف بدولة فلسطينية، وحسب المجلة الفرنسية فإن ساركوزي يعتبر أن تركيا وقطر أصعدتا محمود عباس إلى أعلى الشجرة وسحبتا السلم من تحته فبقي معلقا ولم يفلت، ولهذا شدد على رفض انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.‏

إذاً الفشل في سورية بحسب التقارير الصحفية والخبراء في هذا المجال، ولد خلافات شديدة بين الأطراف الثلاثة و أدى إلى تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن التورط وتوريط الآخرين، حيث تولى الشريك القطري مهمة الأحداث في سورية، وتكلم عن خروج مبكر للقيادة السورية من الساحة السياسية، بينما ربط رئيس الوزراء التركي تصعيد عدائيته نحو سورية بقبض الثمن الذي طلبه من باراك أوباما عبر الوعد بتسهيلات أمنية للجيش التركي في شمال العراق ضد قواعد حزب العمال الكردستاني وهي في نظر الخبراء وعود صعبة التحقيق لأن القيادات الكردية العراقية تعرف جيدا الكلفة العالية لتورطها في أي عمل مباشر ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني بفعل الترابط العشائري العابر للحدود بين الأكراد في العراق وتركيا وكذلك لأن الولايات المتحدة تعتمد بقوة على الدور الكردي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في صياغة التوازنات السياسية الراعية لمصالحها داخل العراق، فلن تفرط واشنطن على الأرجح بأولوية الاحتفاظ بعلاقات وثيقة بالقيادات الكردية إرضاء لأردوغان مقابل تصعيده للضغوط على سورية التي بات مشكوكا في فاعليتها وإمكانية توليد نتائج تترتب عليها بعد التطورات الميدانية المهمة التي حققتها الدولة السورية على الأرض وفي ظل التأزم التركي الداخلي حول الموضوع السوري وتداعياته المحتملة.‏

وأوضح الخبراء أنه يبدو واضحا من هذه المعطيات أن قطبة مخفية تباعد بين أطراف المثلث الفرنسي القطري التركي الذي شد من قوة تنسيقه في الشأن السوري وتدخلت أطرافه مباشرة في خطة مشتركة لدعم ما يسمى المعارضة السورية سياسيا وماليا وعسكريا بل و مارست جميع أشكال التدخل و الضغط لتفعيل الهجمة على سورية .‏

ثانيا: قبض ساركوزي ثمن تورطه في سورية من الكعكة الليبية بينما شريكاه حمد وأردوغان يدوران في حلقة مفرغة بعد الفيتو الروسي والصيني المزدوج الذي عطل تغطية التدخل في سورية وشكل إعلانا لإفلاس الحملة الغربية التي قادتها الولايات المتحدة ضد الرئيس الأسد بتمويل قطري وبتناغم تركي.‏

ومن هذا المنطلق فإن حلقة الإخفاق السورية لثلاثي قطر وتركيا وفرنسا هي الميدان الرئيسي للنزاعات بين هذه الأطراف وعلى هامشها يمكن قراءة تداعيات حملة ساركوزي الانتخابية واعتباره أن قطر ورطته بالتزامات حول الموضوع الفلسطيني وأظهرته في موقع العاجز عن التأثير أمام أوباما الذي عاتب ساركوزي بقسوة على دوره في الإعلان عن موقف أوروبي مساند لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية في البداية وحيث اضطر بعد تأنيب الرئيس الأميركي إلى الإيعاز بموقف فرنسي متحفظ واقترح هو شخصيا أن تكتفي السلطة الفلسطينية بمقعد المراقب في الأمم المتحدة بينما كان ساركوزي يبني كلامه على الوعود القطرية بعدم تقديم عباس لطلب الاعتراف وبالتالي عدم وضع فرنسا أمام اختبار موقفها الكاذب الداعم للطلب يبدو أنها مجرد بداية لحسابات الخاسرين في الملف السوري.‏

هذا وخلص الخبراء إلى نتيجة مفادها أن مزيداً من التصعيد والتوتر سوف تشهده ساحات المثلث المذكور يمكن أن يحصد بسببه نتائج إيجابية لسورية، ولاسيما بعد انكشاف اللعبة والأوراق وعدم امتلاك رؤوس الحربة أي أوراق عالية تجعلهم قادرين على السيطرة أو الحصول على أي فرصة لكسب الجولة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية