و ليس بعيداً عن قبر الشهيد ثمة بيت صغير ترك فيه بشار زوجة وثلاثة أولاد كانوا يرجون ان يعود اليهم مبتسما كعادته ليخبرهم بتحفظ شديد تفاصيل مؤثرة عن مهمته الوطنية في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة والتضحيات التي قدمها قبله رفاق السلاح ولكن هذه المرة تحول الشهيد إلى حكاية وطن يرويها رفاقه لاولادهم في مكان اخر من الوطن.
ويقول باسل شقيق الشهيد ان أخاه كان محبا للحياة و العمل وكان يغريه منظر البحر من فوق هذه الجبال فيقول لنا علينا ان نتعلم من الطبيعة كيف نحب العطاء بلا مقابل واليوم أدركت معنى كلامه فهو بالفعل تعلم كيف يكون العطاء الصادق وحب الوطن بأسمى صوره.
أما شقيق الشهيد وليد فيرى ان دماء أخيه ورفاقه ستهزم في نهاية المطاف جميع المتآمرين على سورية لان الوطن الذي يبذل أبناؤه دماءهم رخيصة لاجله لا يمكن ان تنال منه فئة مجرمة تلهث خلف مصالح انية مؤكدا ان دم أخيه في عنق المتآمرين و قنوات الكذب والتحريض الاعلامي التي تسعى لتخريب الوطن والنيل من وحدته واستقراره.
وقدم أهالي المدينة التي احتفت بابنها الشهيد كما يليق بأمثاله من الأبطال صورة عن عظمة الشعب السوري وقدرته اللامتناهية على التضحية فالجميع كان حاضراً شيباً وشباباً وأطفالا وفوقهم جميعاً رفرفت بكبرياء أعلام الوطن واختلطت أصواتهم وهتافاتهم للشهادة لتشكل أهزوجة وطن عصي على الانكسار.
وترك أهل المدينة ابنهم يرتاح في مثواه الأخير وتجهوا إلى منزله ليؤكدوا ان رحلة التضحية مستمرة ويقولوا له من هناك هاهم أبناؤك في عيوننا نحرسهم من نسمات الهواء فهنيئاً لك بالشهادة ونحن سنكمل درب البناء و الدفاع عن هذا الوطن.
والشهيد حاتم من مواليد القرداحة عام 1971 متزوج وله بنتان وصبي.. استشهد بعد تعرضه لرصاصة قناصة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأدية واجبه الوطني في حي الرمل الجنوبي باللاذقية.