تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صديقي والغرب العطوف؟!

آراء
الخميس 20-10-2011
الشيخ حسن حيدر الحكيم

صديقي المتفرنج استوقفني قائلاً: «تعال وشوف بعينك لوين وصل الغرب» وبالفعل أتيت مع عقله الأعوج لأرى بعيني كما أمر هذا الصديق

فأثار دهشتي وأنا أشاهد على التلفاز ومن خلال إحدى الفضائيات المتخصصة بعالم الحيوان برنامج يقدم جهاز شرطة مختصاً بمتابعة الحيوانات التي تتعرض لسوء المعاملة وبطريقة درامية، شاهدت الشرطية تبكي وتذرف دموعها الحرى على قطة تعرضت لفكش في قدمها فنقلت بالسرعة القصوى إلى مشفى مختص بالحيوانات لإسعافها وقد تأهبت المروحيات والسيارات الصحية المجهزة ومن بعد لوحقت السيدة التي تسببت بفكش قدم القطة السالفة الذكر قضائياً؟!‏

نعم يريك الإعلام الغربي والعربي الذي يعمل لخدمة الإعلام الغربي مدى إنسانية هذا الأميركي الذي أنشأ المشافي وأقسام الشرطة مانعاً الظلم والقسوة على القطط والفئران والكلاب والبغال.. وتتساءل هل هذا الأميركي العطوف الذي يدافع عن الكائنات الحية هو غير الأميركي الذي يقتل الأطفال والشيوخ والنساء في العراق والصومال وليبيا؟؟ وهل هذا الشرطي الأميركي الذي يعتقل ويحاكم من خدش مشاعر كلب في أميركا هو نفسه الذي يرسل الصواريخ والقنابل الذكية مجاناً للعدو الصهيوني والتي بذكائها تقطع أوصال أطفالنا في غزة وفي لبنان وفي بلاد الله الواسعة؟!‏

وهنا يتأكد لي أن هذا الغرب العطوف وهذا الأميركي الحنون صاحب هذا القلب الإنساني الكبير إما مريض بانفصام الشخصية فيكون تارة حنوناً على صرصار وتارة أخرى مجرماً قاتلاً يتفنن في إقامة المجازر التي تقتل الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، أم إنه كذاب غدار لئيم حاقد يقتل بيد ويلوح بالإنسانية باليد الأخرى وفي الوقت الذي يسدي خدمة إنسانية لكائن حي في بلاده يقتل طفلاً ويحيله لأشلاء في بلادنا مطالباً المقتول أن يؤمن بالسلام؟! ويطالب المبتور الساق أو الذراع بأن يؤمن بالتعايش المشترك، ويطالب شذاذ الآفاق بصناعة الحرية والديمقراطية عبر القتل والترويع وتقطيع الأوصال ومهاجمة القطارات وتفجير السكك الحديدية وأنابيب النفط الوطنية، نعم ببرنامج يثير الضحك عن حرص هذا الغرب المتوحش على مشاعر الحيوانات الأليفة وغير الأليفة يريد أن يغير قناعتنا فنراه حملاً وديعاً بدل أن نراه ذئباً قاتلاً لايرحم، والأنكى من كل ذلك تبني البعض لوجهة النظر هذه ومنهم صديقي الأعمى القلب والبصر.. ولكن لا غرابة أن صديقي نفسه يعاني من نفس الحالة فهو إما كذاب أو مصاب بانفصام الشخصية إذ إنه يعرف متى غنى الفنان فلان أول وآخر أغانيه.. ومتى شعرت الغنوجة فلانة بالزكام فاضطرت لأن تعتذر عن حفلتها ما أصاب جمهورها بالإحباط.. ويعلم كل شيء عن أزمة لاعب مانشستر يونايتد العاطفية وأزمة لاعب برشلونة الصحية ومدى تأثر الفريق ونتائج هذا الفريق أو ذاك بهذه الأزمات العاطفية.. ولكنه لايعرف متى احتل هذا الأميركي العطوف بغداد ولا يعرف متى ارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا ولا علم له ولا خبر بالتهديدات الصهيونية اليومية بالعدوان ولا يعرف أن سورية الحبيبة هزمت مشروع الشرق الأوسط الجديد وأسقطته.. ولا يعرف أنني صرت أخجل من صداقته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية