تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث.. المصير مشترك..

آراء
الخميس 20-10-2011
د. اسكندر لوقا

هذا هو قدر سورية ولبنان مهما حاول المغرضون أو جهلة تاريخ منطقتنا الحديث أن يحرفوا معنى العبارة، عنيت عبارة الـ «مصير المشترك»

ومهما حاول هؤلاء المغرضون أو الجهلة أن يتنكروا لحقائق التاريخ فإنهم لن يتمكنوا من طمسها دفاعاً عن مصالحهم الضيقة.‏‏

في صفحات التاريخ، وخصوصاً في العقود الأولى من القرن الماضي، براهين لايمكن إحصاؤها عن صدقية هذا الواقع، الواقع الذي طالما أثبت أن سورية ولبنان كانا دوماً على مسافة واحدة من المرصد الاستعماري الفرنسي والبريطاني المشترك، ولهذا الاعتبار غالباً ما دفع أهلهما ثمن تشاركهما في مراحل الدفاع عن حاضرهما ومستقبلهما الثمن غالياً.‏‏

في تلك الصفحات، نقرأ - على سبيل المثال لا الحصر- نقرأ أن الحكومة الفرنسية برئاسة «جورج كليمنصو» يوم أصدر قراراً بتسمية الجنرال «غورو» قائداً عاماً للجيش الفرنسي في سورية ولبنان وكيليكيا، في عام 1919 نقرأ ما قاله للجنرال بالحرف: «اسمعني يا غورو ستكون الجندي العظيم الذي سيخلق موطناً لفرنسا في الشرق يدوم أبداً».‏‏

ولم يكن هذا القرار الوحيد بين قرارات أخرى مماثلة، الهدف منها إخضاع سورية ولبنان إلى الأخذ بإملاءات الفرنسيين وحلفائهم في تلك الحقبة، مرغمين بشكل أو بآخر.‏‏

وكمثال على هذه السياسة أيضاً نقرأ أنه في يوم تم تعيين مسيو «بونسو» مندوباً سامياً على سورية ولبنان خلفاً للمندوب السامي مسيو «دو جوفنيل» في عام 1926 كان مبرر هذا الإجراء ما أوضحه الناطق باسم الحكومة الفرنسية بالقول «إن دو جوفنيل أثبت فشله في إخضاع السوريين واللبنانيين وهزمهم في معاركهم ضد فرنسا» وفي هذا السياق نقرأ في السيرة الذاتية لمسيو «بونسو» قدرته على المراوغة خلال فترة خدمته في الجيش الفرنسي في بلاده.‏‏

وثمة العديد من الأمثلة التي إذا عاد إليها قارئ التاريخ الحديث لمنطقتنا، أو الباحث في مجريات الأحداث التي أحاطت بها منذ أوائل القرن العشرين، وحتى اليوم أدرك كم كان سعي المستعمرين الفرنسيين مكشوفاً منذ أن حطت أقدام قواتهم الهمجية تراب أرضنا في سورية كما في لبنان، بداية على الساحل السوري في الثامن من شهر تشرين الأول عام 1918 وتالياً، بعد ساعات قليلة في قلب العاصمة بيروت.‏‏

على هذا النحو، تكبدت سورية ومعها لبنان الكثير من التضحيات حتى سنة الاستقلال الناجز في عام 1946 فهل بعد هذه البراهين الموثقة في كتب التاريخ الحديث، ما يجعل المواطن في البلدين الشقيقين سورية ولبنان في واد آخر غير وادي ما تعنيه عبارة المصير المشترك؟‏‏

Dr-louka@maktoob.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية