تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فاصل و نواصل..بغياب التخصص الأكاديمي!

مسرح
الخميس 20-10-2011
أسدل مهرجان دبي لمسرح الشباب الستار على دورته الخامسة يوم الأربعاء 12 الشهر الجاري الذي تنظمة هيئة دبي للثقافة والفنون، حيث يعول القائمون عليه أن يكون رافداً حقيقياً من روافد المسرح الإماراتي

وذلك في ظل غياب المعاهد والأكاديميات المسرحية ما يجعل منه ورشة مفتوحة على التجريب واكتساب الخبرات.‏

تطور المهرجان عاماً تلو الآخر ليتجاوز عدد المشاركين في هذه الندوة 150 فناناً يمثلون معظم الفرق المسرحية الموجودة في الدولة.‏

ويقول مسؤولو الثقافة هناك إن المسرح الإماراتي اليوم يمتلك مكانة مهمة في المشهد العربي والعالمي ويأتي تطور مسرح دبي لمسرح الشباب في سياق مسيرة حافلة للمسرح ابتداءً من أيام الشارقة المسرحية- مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما- مهرجان المسرح الجامعي- مهرجان المسرح المدرسي.‏

من الطبيعي أن تكون أعمال الشباب غالباً أعمالاً تنحو إلى التجريب غير أن التجريب بمفهومه المسرحي الذي يعني البحث عن صيغ غير تقليدية قد لايكون هو الصفة الأكثر تطابقاً مع عروض المهرجان وقليلة هي الأعمال التي حققت اقتراباً مع مفهوم التجريب ومنها على سبيل المثال عرض «فاصل ونواصل» الذي افتتحت به الدورة، وهو عرض لا يقوم على حكاية لها بداية ووسط وخاتمة ويغيب فيه الديكور لمصلحة الفضاء الذي يتيح للممثلين مساحة واسعة للحركة.‏

تذهب إشارات العرض المتعددة إلى نقد هيمنة الإعلام فتجد الممثلين يتناوبون على دور المذيع والباقون يقومون بدور الجمهور ونجد أمامنا إحدى الفضائيات التي تنتقل في برامجها بين نشرة الأخبار وما تحتويه من أحداث مهمة «أحداث فلسطين مثلاً» ثم نجد برنامجاً للموضة يستضيف مصمم أزياء ثم برنامجاً لتفسير الأحلام وهكذا ليبرز العرض فوضى الميديا ويعكس هشاشة الإعلام وهشاشة جزء كبير من الجمهور.‏

يقول الناقد حسام ميرو: على الرغم من المدة الزمنية القصيرة نسبياً للعرض 30 دقيقة إلا أنه ضم تنوعاً كبيراً في عناصره الدرامية التي تخدم فكرة التجريب توسع الدلالات دون الحاجة إلى حوارات مطولة بعناصر: الأداء الحركي، الأقنعة، الإضاءة والنزول إلى الصالة بمحاولة لكسر الإيهام التقليدي بين العرض والجمهور.‏

ومن العروض التجريبية التي حققت تناغماً بين عناصرها: عرض (في المسدس رصاصة) وهو عرض لا ينهض على الحكاية لكنه لا يلغيها ويتأسس على فكرة تشابه المصائر رغم اختلاف مواقع أصحابها أو جذورها ونجد في العرض ثلاث شخصيات مختلفة تريد الانتحار وتلغي في العرض الفوارق الطبيعية بين الشخوص أو المكانة العلمية أو البيئة الاجتماعية لكنها مصابة بالانكسار واليأس تتوحد في رغبتها بالخروج من الحياة.‏

في هذا العرض يبدو التجريب ضرورة من ضرورات العرض وليس فقط مجرد رغبة في الخروج عن المسرح التقليدي وبجعل عناصره متماسكة من حيث الأداء والسينوغرافيا والمكان الذي كان عبارة عن مستودع فيه شاشات تلفزة كبيرة تم استخدامها لتقديم إشارات مختلفة.‏

كان لافتاً أيضاً وجود عرضين ناقشا قضية السجن من زاويتين مختلفتين الأولى اجتماعية والثانية فكرية وسياسية.‏

العرضان هما «الفرقة ورسم حديث».‏

حضرت أيضاً المسرحية التي تتناول التراث في جميع الدورات السابقة وعلى الرغم من وجود انتقادات دائمة للعروض الشبابية التي تتعاطى مع التراث إلا أن التراث يبقى مغرياً لما فيه من عناصر يمكن أن تغني العرض المسرحي، منها: عرض «-----» وهي حكاية زوجين لديهما ابن وحيد تشهد علاقتهما مشكلات عاطفية تلجأ الزوجة للسحر ليتخلص الزوج من كرهه لها، في نهاية العرض يمرض الابن وتسقيه الأم من شراب صنعته العرافة... يموت الابن ليتحول البيت في المشهد الأخير إلى مقبرة.‏

لم تكتف الندوات التطبيقية لهذا العام بالآراء الانطباعية والإطراء على مجهود الشباب إنما دخلت في نقاش تخصيصي مع أصحاب العروض ومن الشخصيات التي كان لها حضور لافت في النقد: أحمد الجسمي، آكرم اليوسف، غنام غنام، اسماعيل عبد الله، مرعي الحلبان وغيرهم.‏

تناولت النقاشات: اقتراب العروض أو ابتعادها عن الغاية الأساسية من المهرجان، قضايا الشباب ومشكلاتهم وهواجسهم أو قدرتهم على ابتكار أدوات فنية تنقل النصوص من حالتها الأولى إلى حالتها المسرحية أو المبالغة في السينوغرافيا التي انقلبت في أحيان كثيرة ضد مصلحة العروض والأداء المتوتر لبعض الممثلين أو عدم قدرة الإخراج على الابتعاد عن الطابع التفسيري أو التصويري الواقعي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية