تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عهد ازدهار المسرح السوري المعاصر..!!

مسرح
الخميس 20-10-2011
العهد الجديد للاذرهار المسرحي السوري المعاصر تمثل في أعمال الفنان المسرحي سعد الله ونوس الذي تقدم في عام 1967 بمسرحية حفلة سمر من أجل 5 حزيران فكانت عهداً جديداً للمسرح السوري.

كتب ونوس قبلها عدة مسرحيات قصيرة مثل لعبة الدبابيس، والجراد، والمقهى الزجاجي وجثة على الرصيف، والفيل ياملك الزمان، وكذا مسرحية من جزأين هما حكاية جوقة التماثيل، و الرسول المجهول في مأتم أنتجونا، وهي أعمال تتسم بالتجريد والإغراق في استخدام الرموز والاعتماد على الأشكال المسرحية الغربية التي تعرف عليها الكاتب أثناء متابعته وتعرفه على المسرح العربي.‏

اعتمد ونوس في مسرحياته كلها على أسلوب يكاد يكون مكرراً في كل أعماله كما يقول أ.د أحمد صقر من جامعة الاسكندرية .. إذ يعتمد على المونولوجات الطويلة التي تقرب العمل من شكل الرواية بما لحوارها من الطبيعة السردية وربما يرفع ذلك إلى تركيز المؤلف على شخصية الإنسان الفرد المحاصر في كل صراعاته فهو إنسان محكوم عليه لذا نجد البطل دائما يلجأ إلى الداخل.‏

يضيف الدكتور صقر: إن حفلة سمر من أجل 5 حزيران أدخل شكلاً جديداًَ للمسرحية المرتجلة من خلال الإيهام وإحداث التقارب بين الممثلين والمتفرجين في حدث مسرحي واحد متأثراً بذلك بمسرح بريخت.‏

الملك هو الملك‏

آه لو كنت ملكاً.. لأ قمت العدل بين الناس . وفعلت كذا وكذا هذا الجملة استمع إليها هارون الرشيد مع وزيره أثناء تفقده أحوال البلاد وهذه الحكاية وردت في قصص ألف ليلة وليلة وصاغها ونوس في مسرحيته الملك هو الملك مدعماً إياها من ذات القصص وهي مكان هارون الرشيد الذي خرج ووزيره متخفيين طلبا لبعض الأنس فوجدا رجلاً يلبس كزي هارون الرشيد ويتخذ لنفسه وزيراً وسيافان وأتقن الرجل تمثيل الرشيد حتى ليحتار المشاهد ولايدري أي الرجلين هو الخليفة الحقيقي.‏

والحكاية باختصار في هذه الجملة:« أعطني تاجاً وثياباً أعطك ملكاً» المسرحية اعتمد مؤلفها فيها على التراث تتميز بكثير من المزايا فهي درس سياسي واضح وهو أن تغير الأفراد لايغير طبيعة الأنظمة وإنما على هذه الأنظمة أن تغير من قواعدها حتى تصح الأجسام.‏

أما عن الأسلوب الذي صاغ به المؤلف مسرحيته فهو نفس تكنيك المسرحية المرتجلة مع استخدامه لتقنيات المسرحية الملحمية في بناء النص.‏

أما مصطفى الحلاج.. فيأتي أسلوبه ومضامين موضوعاته مختلفة عن سعد الله ونوس، فالحلاج كتب عن نضال الشعب الجزائري ويصف فظائع تعذيب المستعمر لضحاياه وصمود الكثير من هؤلاء الضحايا في وجه الطغيان كما في مسرحية الغضب 1959.‏

أما عن مسرحية القتل والندم يتحدت عن نضال الشعب التونسي- حيث يقع البطل في صراع بين حبيبته دواجيه الثوري لأن مضطر لقتل والد حبيبته المتعاون مع الاستعمار.‏

أما مسرحيته الرائعة الدراويش يبحثون عن الحقيقة 1970 ويضع المؤلف يده على ظاهرة التعذيب في دول العالم الثالث.. المسرحية ليس لها زمان أو مكان وموضوعها يتمحور حول عجز الإنسان الحر أمام قوات الظلم والطغيان فهل يصمد أو ينهار؟!‏

ويبرز أيضاً ممدوح عدوان بين الكتاب الشباب الذين كتبوا المسرحية الشعرية والنثرية مركزاً على عجز الإنسان في صور متعددة فهو عاجز عن تغيير ما حوله، وتمثل ذلك في مسرحية «المخاض» الشعرية و«محاكمة الرجل الذي لم يحارب» و«كيف تركت السيف» وسيل العبيد ومسرحية «هاملت يستيقظ متأخراًَ» ولا يعيب المؤلف على هاملت تردده إنما انشغاله بقضية خاصة أعمته عن القضية العامة فالثأر من قاتل أبيه لن يجدي نفعاً ولكن الصح أن يجتث النظام من جذوره ذلك النظام الذي ينشر الشر ويفرز الجريمة والرشوة والفساد والبغاء.‏

يستخدم ممدوح عدوان كما يقول الدكتور صقر مسرحية شكسبير استخداماً ذكياً كي يسقط أشياء على الوضع العربي المعاصر فهذا هو كلوديوس الملك الجديد قد قتل أخاه وتزوج زوجته وتسلم عرشه وأخذ يتحدث عن ضرورة الخروج من أسر الماضي المتحجر.. والدخول إلى عهد جديد تتم فيه المصالحة مع عدو المملكة التقليدي فورتبنبراس ويدعى هذا الأخير لزيارة الدانمارك ويقرر أن هاملت هو مصدر الشغب ولابد التخلص منه وتتقرر محاكمة هاملت في مبارزة ويموت بالفعل لأنه لم يتحرك ويكتفي بإهانة خصومه.. ويطلب إلى هاملت أن ينزل إلى الفقراء المتحمسين له إن وجدوه متحمساً لقضيتهم ولا يفعل هاملت هذا لأنه يتطلب منه ذلك قتل الملك والقتل حرام ولذا يموت هاملت لأنه لم يستيقط باكراً!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية