ولم يدرك المشغل الرئيس للإرهاب والقابع في البيت الأبيض بعد، ولا حتى أداته الأولى أردوغان، أن كل الفرص التي تمنحها سورية لمنظومتهما العدوانية هي من أجل التمهيد للحل السياسي ولفظ الإرهاب من الجغرافيا السورية بكاملها وليس لالتقاط أنفاس إرهابييهم لإعادة إنتاج مخططاتهم وأجنداتهم المهزومة.
فهؤلاء جميعاً، وفي مقدمتهم التنظيمات المتطرفة، يتوهمون أن حشودهم الجديدة على حدود إدلب ومهاجمتهم لمواقع جيشنا ستنقذهم من الهلاك، أو أن تسليحهم من قبل منظومة العدوان ستبني لهم سداً منيعاً بوجه الجيش العربي السوري، أو أن استئناف أعمالهم الإجرامية وقطع الطرقات ستطيل زمن بقائهم على الأراضي السورية.
الواهم رقم واحد في هذه المنظومة هو رجب أردوغان الذي يعيش حالة من الوهم الدائم لا مثيل لها، فهو في كل شهيق وزفير يعيش حالة وهم خاصة، ومنذ يومين فقط توهم أن تفجير إرهابييه لجسر محمبل غرب مدينة أريحا سيعرقل تحرير الجيش العربي السوري للطريق الدولي بين حلب واللاذقية.
فلم يدرك أردوغان أن جيشنا الباسل قرر تحرير كامل أرضه ولن تقف بوجهه قوة مهما تغطرست أو امتلكت من سلاح وعتاد لأنه جيش يملك الإيمان بقضيته والدعم والسند من شعبه.
ومع أن هذه الحقيقة ساطعة ولا مجال لتراجع من يؤمنون بها فإن راعي العثمانية الجديدة استمر بالعيش في قمقم أوهامه وظن أن خروقات أدواته وجنوده المتكررة لاتفاق موسكو ستوقف انتصارات السوريين في حربهم على الإرهاب، أو أنها ستجعلهم يتراجعون إلى الخطوط السابقة التي يحلم بها، دون أن يدرك أن ساعة الحقيقة هي الوحيدة التي تسير عقاربها بانتظام.