ومع وجود عنوان عريض وطموح كبير يعمل اتحاد اللعبة الشعبية الأولى على تحقيقه وقد استقدم المدرب التونسي الكبير لأجله وهو التأهل لأول مرة في تاريخ الكرة السورية إلى كأس العالم، هذه التساؤلات تأتي مع وجود أسباب تدفع اتحاد الكرة لعدم إعلان قيمة العقد، مقابل إصرار من بعض الإعلاميين على إعلان هذه التفاصيل المالية باعتبارها شأناً عاماً من وجهة نظرهم .
هنا لا بد من التنبيه لمسألة في غاية الأهمية تتمثل بضرورة مراعاة المصلحة العامة في التعامل مع هذا الملف، فبالنسبة للوسط الإعلامي فإن معرفة القيمة المالية لعقد المدرب لن يغير قيد أنملة في حقيقة أن الكابتن نبيل معلول قد بات مديراَ فنياَ لنسور قاسيون، وهو ما يعني أن هذه المعلومة (قيمة عقد المدرب)، لا تمثل أهمية قصوى لأي إعلامي سوى أنها تأتي في سياق الفضول والرغبة بالاطلاع على كل شيء.
أما بالنسبة لاتحاد كرة القدم ومعه مدرب المنتخب فمعلوماتنا تؤكد أن الاتفاق المالي بينهما لم يتم الإعلان عن قيمته، لأن الكابتن نبيل أبدى رغبة كبيرة في تدريب نسور قاسيون، وهو كرمى لهذه الرغبة ونتيجة توافقه الكبير مع رئيس اتحاد كرة القدم العميد حاتم الغايب، وافق على العرض المالي المقدم من اتحادنا الكروي رغم تواضع القيمة المالية لهذا العرض، مقارنة بما يتقاضاه الرجل عادة كل موسم خلال تجاربه التدريبية المتعددة سواء مع المنتخبات أو الأندية، وبالتالي فمن المحتمل أن يكون عدم الإعلان عن قيمة العقد، قد جاء من باب الحفاظ على القيمة السوقية للمدرب العربي الكبير باعتباره مدرباَ عالميا، نجح في قيادة نسور قرطاج للتأهل إلى المونديال الأخير (روسيا٢٠١٨).
على ذلك فنحن أمام تيارين متناقضين أحدهما يحرص على المصلحة العامة للمنتخب واستمرار الأجواء المريحة مع المدرب، وثانيهما يسعى لمصلحة ضيقة من خلال البحث عن سبق صحفي لن يقدم ولن يؤخر ولن يغير شيئاَ، سوى أنه قد يحمل مؤشرات سلبية لن ترضي مدرب المنتخب الذي أبدى تعاوناَ كبيراَ ومرونة لا متناهية، خلال رحلة التفاوض مع اتحاد اللعبة الشعبية الأولى قبل التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين.