كرد طبيعي على تلك الخروقات، على اعتبار أن الفرص الممنوحة للنظام التركي كي ينفذ التزاماته لا تعني في النهاية التوقف عن استكمال محاربة الإرهاب.
الإرهابيون يعيدون تسليح أنفسهم بدعم خارجي، ويحشدون صفوفهم في «خفض التصعيد» بحسب التأكيد الروسي، ما يعني أن أميركا وأتباعها في الغرب الاستعماري يعدون لمرحلة تصعيد جديدة، والبيان الأميركي البريطاني الفرنسي الألماني المشترك المليء بالأكاذيب، وما تضمنه من مواقف عدائية «جديدة وقديمة» تجاه الدولة السورية، يحمل في طياته جرعات تحريض واضحة للإرهابيين لمواصلة جرائمهم، ورسالة دعم للمجرم أردوغان للتنصل من مخرجات اتفاق موسكو الأخير، والبدء بشن عدوان تركي جديد على الأراضي السورية، لعدم تمكين الجيش العربي السوري من متابعة معاركه التحريرية.
الغرب يراهن في هذه الحالة على قابلية المجرم أردوغان المفرطة في تبديل مواقفه، خاصة عندما يتعلق الأمر باللعب على وتر النزعة العدوانية وشهوة الأطماع التوسعية التي تعشش في مخيلة رأس النظام التركي، ولا ريب أنه سيتناسى على الفور عدم استجابة مشغليه لاستجداءاته أثناء معركة سراقب الأخيرة قبل أن يحررها الجيش، ويحطم غرور أردوغان وهيبة الجيش الثاني في حلف «الناتو».
التأكيد الروسي على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية بإدلب، يحمل رسالة مباشرة إلى اللص أردوغان، بأنه لم يعد مسموحا له الاستمرار في اللعب على الوقت كي يعيد ترميم صفوف إرهابييه، فالجيش العربي السوري لن يسكت طويلا، وهو الذي خبر جيدا أكاذيب السفاح العثماني، ويدرك تماما بأن كل التصعيد الحاصل الآن سواء لجهة الاعتداءات الإرهابية على مواقعه، أو لجهة الاعتداءات التي يتعرض لها طريق حلب اللاذقية لإعاقة حركة المرور عليه، لا تخرج عن سياق أوامر النظام التركي لتعطيل الاتفاق والانقلاب عليه، ولذلك هو بحالة جهوزية واستعداد كامل لتطبيق اتفاق موسكو بالقوة، كما حصل مؤخرا بالنسبة لاتفاق «سوتشي».