الأسباب الكامنة وراء هذا الموقف المتناقض والمزدوج واضحة وبديهية فإسرائيل تعتبر دعامة السياسة العدائية التي تنتهجها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط, في حين أن ايران تشكل عقبة في طريق السيطرة الأميركية على هذه المنطقة الغنية بثرواتها كما أن ايران تمتلك مخزونا من النفط والغاز يعد من بين أكبر المخزونات في العالم والذي لم تستطع الولايات المتحدة حتى الآن السيطرة عليه, بالإضافة إلى المواقف القومية والاستقلالية لطهران التي تقف في وجه سياسة واشنطن في الهيمنة على العالم.
وبحسب الخبراء والاختصاصيين في مجال الطاقة النووية فإن ايران تحتاج إلى عدة سنوات لكي تستطيع أن تصنع سلاحا نوويا في حين أن إسرائيل تصنع اسلحة نووية منذ أربعين عاما.
إن النتيجة التي خلص اليها كل من بارنبيه وتايلور هي أن إسرائيل قد أصبحت القوة النووية السادسة في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا والصين مع العلم أنه كانت تجوب العالم آنذاك شائعات عن دول أخرى تسير على نفس الطريق مثل جنوب أفريقيا والباكستان والهند.
حسب تصريحات فعنونو والمقال الذي نشرته الصانداي تايمز فإن منشأة ديمونة النووية في صحراء النقب مؤلفة من ثلاثة أبنية كل منها مؤلف من مستويين ,مستوى فوق الأرض وآخر تحت الأرض ويطلق على كل بناء من الأبنية الثلاثة اسم (ماشون واحد) (وماشون اثنان) (وماشون ثلاثة) (ومعنى ذلك في اللغة العبرية محطة إنتاج مستقلة), المجمع النووي يحتوي على مفاعل نووي لإنتاج البلوتونيوم وعلى مولد كهربائي مجهز بنظام لإعادة معالجة البلوتونيوم وايضا هناك تجمع المكاتب والمخازن بالإضافة إلى مدرسة علمية.
المبنى ( ماشون واحد) الذي كان يعمل فيه فعنونو مؤلف من طابقين فوق الأرض وستة طوابق تحت الأرض حيث توجد المكاتب ومحطة تصفية الهواء لكل المنشآت في المستوى العلوي في حين أن المختبرات وورشات العمل والمخازن موجودة في المستوى السفلي.
في عام 1955 وتحت غطاء برنامج مساعدة الدول الأخرى للاستفادة من الطاقة النووية, قامت الولايات المتحدة الأميركية بتقديم مساعدة مالية لإسرائيل من أجل تطوير ابحاثها النووية وكذلك قدمت لها وثائق علمية خاصة بهذا الموضوع بالإضافة إلى استقبال أوائل العلماء الإسرائيليين في مركزي أواك ريدج وأرغوني فوريست الأميركيين ليحصلوا على التدريب ويطوروا إمكانياتهم في المجال النووي.
في العام 1950 قامت فرنسا وإسرائيل بتوقيع اتفاقيات عالية السرية تقضي بتبادل المعلومات في هذا المجال و التي بموجبها فرنسا تلتزم بتشييد مجمع ديمونة النووي باستخدام تقنية أميركية-فرنسية في الفترة ما بين 1957 حتى 1964 وكذلك بناء مفاعل نووي استطاعته 24 ميغاواط والذي حسب جريدة صانداي تايمز قامت إسرائيل بزيادة استطاعته إلى 150 ميغاواط.
مراكز نووية أخرى:
مجلة جانيز البريطانية المتخصصة في أمور الدفاع نشرت عام 1994 مامفاده أن النظام الإسرائيلي يمتلك حوالى 300 قنبلة نووية مصممة ومصنعة ومخزنة في عدة منشآت نووية وفي مقدمتها منشأة ديمونة النووية في صحراء النقب جنوبي البلاد.
- منشأة ناهال سوريك (Nahal Sorek): في وسط وغربي إسرائيل, معروفة باسم لوس ألاموس و مخصصة للأبحاث النووية بالإضافة إلى وجود مفاعل أبحاث من تصنيع أميركي.
- منشأة بالماجيم: تقع على بعد عدة كيلو مترات شمالي ناهال سوريك ومخصصة لاختبار وتجريب الصواريخ ذات الرؤوس النووية المعرفة باسم هيريكو2 (Jerico2).
- منشأة يوديفات: على بعد ثلاثين كيلو مترا شرقي مرفأ حيفا وتستخدم لتركيب وتفكيك الأسلحة النووية.
- منشأة إلابون: تقع على بعد 20 كليو مترا شرقي يوديفات وفيها احتياطي الأسلحة النووية التكتيكية.
- منشأة بير يعقوب:بالقرب من مدينة رام الله وعلى بعد 35 كيلو مترا شمال غربي القدس تحتوي على منشآت أرضية هامة يصنع فيها الصواريخ النووية هيريكو2 (Jerico2).
- منشأة كفر زكريا: متمركزة على هضاب هوديا وتعتبر أساس قوة الردع النووية الإسرائيلية حيث يوجد فيها حسب مجلة جانيز البريطانية 50 قاعدة تحت أرضية لإطلاق الصواريخ النووية.
كل هذه المعلومات تم نشرها من قبل جريدة الصانداي تايمز ومجلة جانيز البريطانيتين ومصدقة من قبل المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والذي مقره في لندن وكذلك من قبل مؤسسات علمية هامة اخرى.
لقد حظيت إسرائيل بالدعم المطلق من قبل واشنطن وعدة حلفاء من دول الغرب على الرغم من أنها لم توقع على معاهدة الحد من انتشار اسلحة التدمير الشامل ولم تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها النووية, ونرى العالم يحاول إدانة إيران ومعاقبتها لأنها تريد استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية و لتطوير اقتصادها.
الحسابات الحالية تشير إلى أن الترسانة النووية الإسرائيلية تضم 400 قنبلة نووية ما يدعونا للتساؤل عن السبب الذي يدفع كلاً من أميركا وبريطانيا وفرنسا لإدانة ايران ومعاقبتها?
في الحقيقة هناك ثلاثة أسباب بديهية وراء هذه المؤامرة وهي:
أولاً-السيطرة على منطقة الشرق الأوسط الغنية بثرواتها.
ثانياً-الحصول على النفط الايراني.
ثالثاً- محاولة إزالة ايران التي تشكل بالنسبة لهم عدوا ايديولوجيا لا يخضع لشروطهم.
فهل سيسمح العالم بأن يتم لهم مرادهم?.