- لقد حققتم التقارب التاريخي بين الولايات المتحدة والصين عام 1972 واليوم,هل بات الوقت مناسباً لتبادر إدارة بوش للتفاوض مع ايران?
-- موضوعياً,الوضع مختلف فالرئيس نيكسون وأنا تقربنا من الصين عندما أدركنا بأن الاتحاد السوفييتي حشد اثنتين وأربعين فرقة عسكرية على الحدود الصينية,وإنها أثارت الكثير من الإشكالات..
واقتنعنا بضرورة اتخاذ موقف حاسم خلال صيف 1969 حصلنا على تقارير عدة من مكاتب استخباراتنا في ذ لك الوقت تفيد بأن الصين قد لا تتفاوض معنا.لكن أنا والرئيس كنا مقتنعين أنه من مصلحة الصين التفاوض.يمكن أن نبرهن أن ايران لا تخضع لنفس الظروف اليوم.
في الوقت الحالي يمكن البوح بتأويلين ممكنين.أحدهما أن الايرانيين يسعون لعزلنا,وهم يضعون ثقتهم جيداً في المستقبل .. التأويل الآخر يقول إنه بحال استطاعت الولايات المتحدة التوصل الى اتفاق بمساعدة الأوروبيين بهذه الحالة سيرغب الايرانيون التوصل الى طريقة للحل..
- الاتفاق مع ايران هل يسهل الانسحاب الأميركي من العراق,كما حدث مع فيتنام حين تم التقارب مع الصين?
- - كنا قد اتخذنا قرار الانسحاب من فيتنام منذ الأشهر الأولى لإدارة نيكسون. وقبيل ذهابي الى الصين,كنا قد سحبنا من مئتين الى مئتين وخمسين ألف جندي من فيتنام. وزادت زيارة الصين من الشعور بالعزلة عن فيتنام وقام الفيتناميون بمحاولة أيضاً حين شنوا هجوماً كبيراً في صيف عام .1972
يمكن أن يحدث نفس الأمر هنا أيضاً,لكن لن تحل المسألة,لهذا لا يمكن أن يكون الحل سوى عبارة عن توقف في تخصيب اليورانيوم ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقبل بشيء آخر غير هذا. وانطباعي أن فرنسا والولايات المتحدة تتشاطران إجمالاً نفس وجهة النظر حول هذه المسائل.
- هل على الأوروبيين أن يدفعوا الولايات المتحدة للمساهمة في اجراءات مشجعة بالنسبة لايران?
-- أظن أن الإدارة الأميركية واعية جداً للموقف الأوروبي إزاء هذه المسائل.. نظراً للعلاقات التاريخية الأميركية الايرانية, ففكرة القيام باجراءات بحق ايران تسير بعكس التقارب الأميركي مع هذه الدولة.. أظن أننا قادرون على التوصل الى اتفاق البعض في أميركا لا يؤمن بالتفاوض مع ايران.لكن غريزتي تقول: إن أي تفاوض مع ايران ينبغي أن يتضمن التشجيع والجزاء معاً..
- أحد التحفظات الواضحة حول التهديد بالتدخل العسكري ضد ايران هو أن الرأي العام الأميركي,الذي تأثر جداً من الحرب ضد العراق,سيعارض الأمر.كيف يمكن لأميركا الخروج من الأزمة العراقية?
-- لايمكننا الخروج منها بفترة قصيرة لأن هذا يؤثر في التفاوض مع ايران,بالنسبة للعراق هناك مسألتان كيف سنخرج?وكيف نتوصل الى مخرج من هذه المسألة دون أن يكون له نتائج مزعجة على العالم أجمع,بما في ذلك هؤلاء الذين وقفوا أمام تدخلنا في العراق.
- هل توافق نائب الرئيس ديك تشيني رأيه حين اتهم الرئيس بوتين أنه يساوم الأوروبيين على مسألة الطاقة?
-- أعتقد أن فلاديمر بوتين يريد أن يكون لروسيا دور هام في العلاقات الدولية,مما يحفظ له وقاره ومركزه. ويتبع ذلك لتشجيع مواطنيه في القيام بدورهم الضروري في الداخل.
إذاً من الصعب التمييز بين ما هو مساومة وما هو تأكيد للهوية. أظن أن ما يريده الرئيس الروسي هو اعتراف الولايات المتحدة به باعتباره شريكاً نداً لها.
وأعتقد أنه لكي يتوصل الى هذا الهدف قد يكون مستعداً لبعض التسويات إذاً بشكل متناقض,كلما تمتعنا بموقف مواجهة,كلما ساهم ذلك في إظهار الجانب الصلب لتاريخ روسيا.
- لقد شكلت مع الرئيس ريتشارد نيكسون ثنائياً حقيقياً,هل ترى بين الثنائي جورج بوش وكوندواليزا رايس تعاوناً ضيقاً? هل يمكن لرايس أن تكون كيسنجر القرن الحادي والعشرين?
-- كان للرئيس نيكسون شخصيته الخاصة به وخلفيته الخاصة جورج بوش لم أعرفه قبل انتخابات البيت الأبيض.
تعلمت كيف أعرفه وأقدره: فهو جيد في القرارات الكبيرة.باستثناء قضية التدخل في العراق حيث اختلفنا كثيراً حولها.كانت توجهات هذه الإدارة جيدة,بتسهيلها الحوار مع أوروبا,وحول القضايا الكبرى.
كوندي أمضت مدة طويلة من حياتها بدراسة السياسة الخارجية وهذه الحالة لا تنطبق على الرئيس بوش.
ولكل منهما الثقة المطلقة بالآخر: إذاً لا يوجد توترات بيروقراطية بين الاثنين..