و الالمان عندما حظيوا بشرف تنظيم المونديال , لم يشكلوا اللجنة المنظمة من أناس لا علاقة لهم بالرياضة , و لم يضعوا على رأس المونديال شخصاً لمجرد الصداقة أو العلاقات الشخصية . بل اختاروا اسماً مرموقاً في عالم كرة القدم الالمانية , إنه فرانس بيكبناور , حتى اختيار بيكبناور لم يكن لمجرد أنه لاعب مبدع و عظيم , بل لأنه أيضاً معروف بحسن ادارته في نادي بايرن ميونخ و في اتحاد اللعبة , لقد كان اختياراً كنوع من الوفاء من جهة , و لأنه الرجل المناسب في المكان المناسب من جهة أخرى..
و اكتمل الوفاء في حفل الافتتاح عندما ألقى الرئيس الألماني كلمته التي أعلن فيها البداية ورحب بالضيوف , و في هذه الكلمة لم ينس الرئيس الألماني أن يشكر بيكنباور على جهوده الكبيرة في التنظيم وحسن الادارة..
حتى على صعيد المنتخب الألماني تجلى الوفاء بوضوح , فالألمان لم يأتوا بمدرب عالمي ليقود منتخبهم رغم قدرتهم على دفع مئات الآلاف من الدولارات لقد كانت لديهم القناعة ب ( ابن البلد ) , بالمدرب الوطني الذي اعتزل اللعب منذ سنوات ليست ببعيدة , لقد كانت لديهم الثقة بالمدرب كلينزمان و من قبله فولر رغم قلة الخبرة , لأن المهم عندهم أن يأخذ الوطني فرصته طالما أنه يملك الموهبة و الكفاءة..
ترى هل نقارن بين ما يحدث في رياضتنا و بين ما ذكرناه في الرياضة الألمانية ? هل نقارن عنوان درسنا الأول أم أن كل شيء واضح ?!
بصراحة و باختصار هنا الكثيرون و لا سيما من هم في مواقع المسؤولية يبحثون عن أمجاد و منافع شخصية , و لهذا سيحاربون أبناء وطنهم من أجل حفنة من الدولارات , أو من أجل ألا ينجح هذا الوطني فيطغى نجاحه عليهم , و يتناسون أن النجاح هو نجاح للجميع هو نجاح و انتصار للوطن كله
نأمل أن يكون هناك من يستفيد من درس الوفاء , و لا سيما من يمسك بزمام الأمور في كثير من المواقع الرياضية المحلية..