وما من انسان في هذا العالم يخلو من العيب، وامتدحت العرب من تُعد عيوبه، وهذا يعني انه قليل العيوب.
لكن العيب لا يتحول الى فضيحة الا اذا كان عيباً كبيراً وثقيلاً - يتجاوز حدود المعقول.
فالثرثرة - مثلاً - عيب غير انها لا تصل حد الفضيحة تماماً، كارتداء الانسان لباساً متنافر الالوان، أو متسخاً على نحو بسيط، وقس على ذلك.
غير ان وجود ثري يضرب به المثل على البخل فهذا عيب - فضيحة. كما ان شخصاً يكذب كما يتنفس - وصار انموذجاً للكذاب، فهذا فضيحة. وأن يزحف شخص ما على بطنه - طوال عمره - من أجل أن ينال منصباً ما وأصبح معروفاً في ذلك عند القاصي والداني، فهذا عيب - فضيحة.
غير ان هذه الفضائح وما شابهها فضائح محلية، وأقصد بمحلية انها موجودة في كل بقاع الارض على أنحاء مختلفة. ففي كل مجتمع تجد امثال هذه الكائنات - الفضائح. فلا يكون احدهم فضيحة على مستوى الكون.
اما الفضائح الكونية فهي تلك التي يندر وجودها وان وجدت فإنها تصبح مضرب الامثال. فأن يكون بوش الابن مثلاً - رئيساً للولايات المتحدة الاميركية - فهذه فضيحة كونية. ومع ذلك فإن حديثي لا ينصب على بوش أو على الفضائح الكونية في الغرب. بل على فضائح العرب الكونية. وعندي ان العرب اليوم هم اكثر شعوب الارض انتاجاً للفضائح الكونية وانك لتحار من أين تبدأ بسرد فضائح العرب الكونية.
أليست من الفضائح الكونية ان يكون لدينا مسؤولون في أعلى هرم المسؤولية لا يجيدون التحدث بلغتهم القومية ولو لدقائق معدودات.
أي فضيحة كونية اكبر من فضيحة وجود استاذ جامعي لا يعرف ألف باء العلم الذي من المفترض انه قد تخصص به.
هل مر على الدنيا فضيحة مثل فضيحة وجود نُظم سياسية كاملة مع المحتل.
أرأيت فضيحة كونية تساوي فضيحة أن يتحول مجرم وقاتل وعميل إلى رجل سياسة وله أنصار يصفقون له ويظهر على الناس دون أن يرف له جفن من تاريخه الأسود.
هل أزيدك أيها القارئ أمثلة عن الفضائح الكونية التي تنتجها أمة العرب. أعتقد أنك على علم بها ولكن عليك أن تعلن أنها فضائح كونية ولا تخف.