و إن أنت فعلت ستكتشف أنك شاهدت فيلما ذكيا تمكن من خداعك و دفعك للتفكير بطريقة مغايره للحقيقة التي تكشفت في دقائقه الأخيرة.
و من أولى النقاط التي تحسب لصالح الفيلم جمعه للممثلين (روبيرت دينيرو) و (آل باتشينو)في دوري البطولة كمحققين عملا سويا على امتداد ثلاثين سنة فأضحى كل منهما يعتبر الآخر شريكه و صديقه وهو الأمر الذي تشعر بصدق أدائه في اللقطات الكثيرة التي جمعتهما و التي تمنح شعورا عميقا بان صداقة قوية تربط بين (آل) و ( روبيرت) غير تلك التي يؤديانها أمام الكاميرا فالانسجام القوي بين الرجلين يجعل من الممتع مراقبتهما سويا بغض النظر عن الحوار الذي يدور بينهما .
يبدأ الفيلم مع المحقق (تورك) (دينيرو) و هو يعترف عبر شريط فيديو بالجرائم الأربع عشرة التي ارتكبها و تتخلل اعترافاته عودة إلى الأحداث التي سبقتها . فقد كانت الشرطة تبحث عن مجرم ارتكب جرائم متسلسلة و تشترك كلها بكونها ضد أشخاص مذنبين لكنهم استطاعوا الإفلات من قبضة العدالة و بوجود أبيات من الشعر مع الجثة .
والى جانب المحققين (تورك) و (روستير)(باتشينو) يوجد شابان آخران يقودهما التحليل إلى أن من يرتكب الجرائم هو من الشرطة نظرا لاطلاعه على الكثير من التفاصيل ,و يحوم الشك حول »تورك) خاصة و أن أحد الضحايا هو قس اشتهر بالتحرش بالصغار و هو القس نفسه الذي كان يعرفه الأول في طفولته. و للإيقاع ب »تورك) يستعين الشرطيان الشابان ب»سبايدر)(كورتيس جاكسون) تاجر المخدرات الذي رغم جرائمه لم تثبت إدانته, وعندما تأتي اللحظة الحاسمة تنقلب الأمور رأسا على عقب و نجد نفسنا أمام فيلم جديد.
الفيلم من إخراج »جون أفنيت) و سيناريو »روسيل جيوريتز) و إذا كان »دينيرو) قد سيطر على أغلب الفيلم فان »باتشينو) كان هو النجم في اللحظات الأخيرة بأداء مميز .