تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وطن المحبين ليس تافهاً...

آراء
الأثنين 20/10/2008
حسين عبد الكريم

منذ ست سنوات أو أكثر,لم ألتقه إلا عبر وسائل الإعلام ...

قلت: عمله كثير, ووقته ضيق, وقد يكون محاطاً ب( مسّاحي الجوخ والكتان وغير ذلك من الأقمشة الغريبة والعجيبة).‏

ثقافته جارة الثقافة الأدبية الوجدانية, إذ هو باحث ومفكر نفساني وتربوي واجتماعي...‏

قبل أن يكون وزيراً كان إنساناً دافىء الروح, لائق الحضور إلى حد يتشابه سلوكه مع اختصاصه الفلسفي التربوي والاجتماعي والنفساني.. قدرت أن الحياة المادية الملموسة والمعاشة تلح بالمشكلات وتصدر نشرات أوجاع رئيسية وتغير الطباع...‏

لكنه إلى الآن هو بكامل دسم إنسانيته وحسه الوطني الحنون.. الدكتور علي سعد المفكر والإنسان أولاً والوزير ثانياً...‏

وبين الأول والثاني مليء بقلق المسؤول الذي لم يعتزل مواطنيته, بل هو يحرض في جميع معاونيه معزوفة المواطنية المخلصة... عملة الحب والعهود لاتصدأ أيها الحطّاب في غابات المحبين والوطن... وهل ينفصل شجر المحبين عن نسغ التراب..وهل يُخلف الحطابون الكبار في وفاء العهود الدائرة بين الأغصان ووجع اليباس? وهو كما تقول عنه النساء ويقول عنه الرجال صاحب اعتداد جميل.. ومن يعش من غير اعتداد كجملة غير مفيدة أو كمن يعيش على هامش , لاهو شرح ولاهو المعنى الجوهري...‏

معتد بأخلاقه الوطنية وعهوده تجاه عمله ونجاحاته التي أكلت عمره...‏

في فقه اللغة والوعي الاجتماعي المعتدُّ من يملك العدة لدرء أخطار البشاعات والضعف والتعب.. فهل عيب على حطاب كبير مثله أن يعتدَّ بهمة روحه وثقافته وأبهة إخلاصه النبيل على مدار الساعات والتأملات والرؤى الناجحة ?‏

هو صديق رؤاه واهتماماته الحياتية والاخلاقية والإدارية والتربوية والبحثية..‏

على امتداد مساحة الوقت الممتدة بين إشراقات روحه والأدب والأدباء والبحث والباحثين , ظل مشغولاً بهموم المناهج ومباهج العمل التربوي, التي هي قلق مخلوط بالهمة ودسم الحس المسؤول..‏

وتوقف مطولاً عند الفضائية التعليمية المنوعة,التي أطلقتها الوزارة, والتي يدعو جميع المثقفين ذوي الخبرات والأداء الإعلامي والثقافي والفني للمشاركة في تحسين وإغناء البرامج والأداء, ويدعو المشتغلين في حقل الدراما لرفدها بمسلسلات تربوية تعليمية ذات فائدة وسلاسة وتدخل إلى روح الطالب والأسرة في كل حارة وقرية ومدينة...‏

يريدها فضائية شبيهة بروح الوطن , غنية عالية المستوى , فنية راقية...وهل يكون الوطن أقل من هذه الرؤى?!‏

الباحث الآخر د. صالح داوود الذي لايحسن الفلات من قبضة الأبحاث والكتب والدروس كطائر من برد وقصائد ريح وسنديان ومطر لايجيد الفلات من الأغصان...‏

سنوات وسنوات ظل رئيساً لقسم الأمراض الجلدية في جامعة دمشق.. وعبر هذه السنوات لم يخطىء حبه الكبير تجاه أوجاع المرضى والمثقلين بحرائق العمر والفقر والحاجات...‏

كل وجع يقف مع الموجعين ومع الأهل...‏

عاشت أمه أخريات سنوات عمرها مثقلة بالتعب , لكنه لم يتركها, ولم يسمح للتعب أن ينفرد بقامتها الناحلة... وحين غابت ودعها بروح عالية كقصيدة مطر جردي, يحفظ عن ظهر برق قافية السقي...‏

صالح داوود الطبيب والباحث والعالم ورئيس القسم وعميد كلية الطب لايختلف عن صالح داوود الإنسان والمحب الكبير وصاحب الحضور البسيط والراقي...‏

وكل وقت يبحث عن أربعين حورية موعود بها منذ الطفولة, ويود ملاقاتهن أملاً بالحب الإنساني الكبير... إنه حطاب حاذق في غابات المحبين المتورطين بإنسانيتهم ?! لأن الإنسانية في هذا العصر الكافر بالرؤى والقيم, صارت ورطة?!‏

بين د. علي سعد هذا الحطاب الجدير بباقات الحب الكبيرة وصديقنا الكبير حنا مينة كانت المسافة مضوأة بقناديل الألفة المبدعة باتجاه أوراق عمره المحترقة بنار امرأة نسيها أو نسي اسمها.. وهو لايعرف أن يكتب بعيداً عن حرائق نون النساء... لكن من يطفىء جسد النار?!‏

حنا مينة يردد دائماً درس الوطن... وهل أجمل من هذا الدرس??‏

درس في غاية الأهمية لجميع الطلاب في مختلف المدارس الابتدائية والثانوية تكتبه النفوس الكبيرة بحبر لهفتها ووطنيتها المبدعة من غير حطابين جديرين بايقاف اليباس عن بسط نفوذه على جمل ومفردات وحروف جر ورفع وعطف الاخضرار تموت لغة الحب وتتصدع حضارة الاشتياق الكونية وتتوقف استثمارات الحنين الوطني والإخلاص البريء الذمة...‏

وحينذاك تتوقف القلوب عن نشاطها الملحوظ وتصاب بجلطات وسكتات فظيعة ويغدو الانسان وحشاً آلياً يدور بقوة دفع الخراب الرباعي.‏

الشكر للحب الباقي أحد أهم المستثمرين في حارات قلوبنا الطفلة ووجداناتنا المتعلمة في مدارس الحب الأساسية.. الحب مستثمر مدهش وناجح ومبدع رغم عزوف حشد كبير عن أنشطته واستثماراته .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية