تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(الشعلة) من دمشق إلى القدس!

آراء
الأثنين 20/10/2008
نواف أبو الهيجاء

ربما هي تسعة أسابيع أو أكثر بعدة أيام فقط وتنتقل شعلة (العاصمة العربية للثقافة) أو (عاصمة الثقافة العربية) من دمشقنا إلى قدسنا,

دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام 2008 تمشي بثقة متقدمة نحو نهاية عامها-وقد أبلت وقدمت ما عليها تقديمه- وهو قابل- كأي أمر للنقد-بتبيان نقاط القوة ومناطق الضعف أو الهنات- وربما في ذلك أكثر من درس لشقيقات دمشق العربيات على مر الأيام والأشهر والسنين.‏

كنت قد تحدثت في الموضوع قبل نحو سبعة أشهر, منوها إلى ضرورة الاستعداد لعام القدس-عاصمة الثقافة العربية- بمعنى أن تكون اللجان والهيئات قد أعدت كل الجدولة المطلوبة-أي جدولة امتلاء الأيام والأسابيع والأشهر التي يضمها العام 2009 وباجتهاد مضاعف تماماً -حيث إن القدس العربية- محتلة بالكامل على دفعتين -الأولى في عام 1948 والثانية في حزيران عام 1967-.. وعلينا جميعاً أن ننبه أن (كل عربي وكل مسلم وكل إنسان حر وشريف في الدنيا) يتحمل جزءاً من مسؤولية التعريف بالقدس.. إنها الأرض التي بارك الله حولها..إنها أرض الطهر والقدسية.. أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي السعي إلى السلام العادل المفقود أو حتى الموءود منذ أن تلظت جبهات الخيل والرجال الأغراب بلهيب الشمس ومنذ أن امتشقت الأيادي والعقول السيوف لتعبر المحيطات بحثاً عن مفاتيح المجدالمتأصلة ههنا في الأرض المباركة..حيث عبير قدسية الإسراء والمعراج وعطور المهد وما اهتز تحت يدي السيدة العذراء من نخيل تساقط رطباً جنياً كرمى للسيد المسيح..وإلى درب الآلام حيث يحمل الصليب خطايا الإنسان كلها مستعداً لتقديم النفس والتضحية في سبيل النقاء والبراءة والطهارة والعهد الرباني بحتمية انتصار إرادة الحق على ظلم الطاغوت.‏

فقدنا جميعاً في هذا العام محمود درويش وإن كان اليوم أقرب إلى القدس مما كان طوال حياته فإنه في الحقيقة غائب وقد سبقه إلى الغياب العشرات والمئات من مبدعي فلسطين في المنافي كما في الوطن..فهل فكرنا بمن هم بيننا حتى اللحظة أحياء? هل فكرنا بإشراكهم في يوم من بين 365 يوماً من أول أيام 2009 إلى آخر يوم في 2009? أم أن الخراب يصل إلى الفعل الابداعي الفلسطيني وهو يعكس مع الأسى والأسف الخراب الجاري على الساحة النضالية?‏

كانت لنا تجارب في تأسيس مسرح خارج الوطن المحتل وقد سقط بعد أقل من عامين في حينه نتيجة محاولات كل الفصائل أن يكون في خدمتها لا في خدمة فلسطين الشعب والوطن والقضية ولم ينجح الأدباء الفلسطينيون حتى اليوم بالحفاظ على اتحادهم الموحد الذي انبثق في كانون الأول عام 1966 ولا حتى في الدمج الذي أعقب ذلك التاريخ بعدد من السنين ليصبح الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحتى اللحظة الراهنة فثمة أكثر من جهة تدعي تمثيلنا وتدعي الشرعية ما بين الضفة والقطاع وشتى الأراضي والبلدان والأصقاع.‏

أنقول جديداً إن طالبنا اتحادات الأدباء والكتاب العرب القيام بما يمليه عليها واجب الدفاع عن حقها هي أيضاً في القدس عاصمة فلسطين? أنناشد الاخوة والزملاء في الاتحادات الفلسطينية في الأقطار كلها أن ينطلقوا من كونهم تحت خيمة وطن وقضية وليس تحت خيم صغيرة اسمها الفصائل والقوى والأحزاب والحركات والهيئات? أنذكرهم بأن سقف الوطن أعلى وبأن خيمة الوطن أكبر وأقوى وبأن قدسية الوطن أغلى وأعمق وأعظم?‏

أي الهيئات جهزت الفعاليات التي تغطي العواصم والمدن العربية والمسلمة والصديقة بعلم فلسطين وقد تطرز بكلمة القدس في عامها المشهود عاصمة للثقافة العربية? على كل هؤلاء مسؤولية ثقيلة أمام النفس والضمير والتاريخ أيضاً, أين سيكون يوم محمود درويش الشعري? أين سيكون يوم شعراء الوطن المحتل وفي مقدمتهم سميح القاسم? أين تكون الاحتفاليات المسرحية? وأين ستكون الأماسي القصصية? وفي أي شوارع تعزف الألحان الفلسطينية? قلنا إن الأيام كلها تبقى فلسطينية وكلها للقدس والقضية ولكننا عنينا أيضاً أن نقدم للعالم صورة الابداع الحاضر الماضي المستقبلي عن الشعب الذي اقتلع من وطنه غيلة وقهراً وقسراً وقدم عشرات الآلاف من الشهداء وأهدى العالمين كلمة ومعنى ومدلولاً (انتفاضة وحجر), فناراً لكل المتطلعين للخلاص من جبروت الظلم والطغيان والإحلال والاحتلال.‏

دمشق ستسلم الشعلة للقدس لكن القدس تنبض في القلب من دمشق والقدس خفقات قلوب العواصم والمدن والقرى والجبال والسهول والخيول والصحارى العربية ومن دمشق العاصمة إلى القدس العاصمة لا بد من سفر وإن بالتحليق من فوق بياض جبل الشيخ وليس التجمد بعهنه nawafabulhaija@yahoo.com‏

">الدائم.‏

nawafabulhaija@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية